اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٩ شباط ٢٠٢٥
تمكّن أهالي بلدة كفركلا وبعد غياب طويل، من العبور إلى منازلهم بعد انسحاب إسرائيل صباح أمس، من كامل القرى اللبنانية واحتفاظها بخمسة مواقع للمراقبة، ثلاثة منها في القطاع الشرقي، وهي تلّة العويضة المشرفة على كفركلا والعديسة والطيبة، تلّة العزيّة المطلّة على مجرى نهر الليطاني ودير ميماس وتلّة الحمامص المقابلة لبلدة الخيام ومحلة سردة والعمرة وبلدة الوزاني.
اختفت بلدة كفركلا عن الخريطة الجغرافية، وحلّ بها خراب ودمار هائل وكأنها أصيبت بزلزال غيّر معالمها. بالكاد، تمكّن الأهالي من التعرّف عليها. مركزها البلدي ومؤسساتها التربوية والاجتماعية والصحية لم تعد موجودة. تحوّلت فرحة الأهالي بالعودة إلى حزن عميق على ذكريات تطايرت مع دمار منازلهم بفعل الحقد الإسرائيلي الذي جعل البلدة مسرحاً لغاراته ولقصفه المدفعي العنيف.
رحلة العودة إلى كفركلا كانت شاقّة ومتعبة بسبب إجراءات الجيش اللبناني، الذي منع الأهالي من التوجّه بسياراتهم، ما دفعهم للإنتقال سيراً على الأقدام لمسافة تزيد عن 5 كيلومترات. ومع ساعات الصباح الأولى، بدأ أهالي كفركلا التجمّع أمام مركز مرقص عند مدخل بلدة دير ميماس. وعند الساعة العاشرة، طلب الأهالي من الجيش السماح لهم بالدخول، لكنه رفض. عندها دعا رئيس البلدية حسن شيت الأهالي للتوجه معه إلى كفركلا سيراً من دون أي مرافقة وعلى مسؤوليته. ولكن الصدمة كانت لحظة وصول الأهالي إلى بلدتهم، حيث صُدموا وذهلوا من فداحة الدمار الشامل الذي لحق بها، حيث دمّرت إسرائيل أكثر من 90 بالمئة من منازلها وطرقاتها وشوارعها ومحالها التجارية ومؤسساتها. حتّى أنّ بعض الأهالي لم يتعرّفوا على منازلهم. وبالفعل كانت مشاهد صادمة ومحزنة لا تصدّق، فتحوّلت كفركلا إلى كتلة من الركام والخراب.
وخلال انتقال سيارات الإسعاف إلى البلدة، تمكّنت الفرق الصحية من إخراج شخصين أحياء من تحت الأنقاض تمّ نقلهم إلى مستشفى مرجعيون الحكومي لتلقي العلاج . وأثناء تفقّد الأهالي بلدتهم، حلقت طائرة اسرائيلية للمراقبة فوق المنطقة.
في الغضون، شدّد رئيس بلدية كفركلا على أنّ 'الإرادة قوية، ونحن مصممون على العودة مهما كانت كلفتها'، مشيراً إلى أنّ 'البلدية ستضع خطة للنهوض وإعادة الإعمار في أسرع وقت، لكي نتمكّن من إعادة كفركلا إلى ما كانت عليه، وأنّ العدو لن يخيفنا مهما كان جبروته وقوّته، فنحن أقوياء وأصحاب حقّ وقضية ولدينا كلّ الثقة بأننا سنعيد بناء بلدتنا العزيزة'.
أما حسين فقال خلال تأمله منزله المدمر: 'سنعيد بناء ما دمّره العدو ونحن عدنا إلى بلدتنا بفضل دماء الشهداء وتضحيات المقاومين الأبطال'.
من جهة أخرى، أعرب أهالي برج الملوك عن صدمتهم من حجم الخراب الذي حلّ بممتلكاتهم جراء احتلال إسرائيل منازلهم من الجهة الجنوبية للبلدة حيث حوّلتها إلى مراكز عسكرية ودمّرت محتوياتها.