اخبار لبنان
موقع كل يوم -صوت بيروت إنترناشونال
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان في 27 تشرين الثاني 2024، فُعّلت لجنة آلية وقف الأعمال العدائية في محاولة جديدة للحد من التوترات وضمان مراقبة أي خروقات أو تصعيد على الحدود.
ومع العلم ان اللجنة تُعتبر أداة حاسمة في الحد من التوترات على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية . فان وصول الجنرال الأميركي مايكل ليني إلى بيروت لتسلّم قيادة اللجنة الفنية العسكرية المشتركة يمثل تطورًا لافتًا، ويعكس اهتمام واشنطن بمراقبة الوضع عن قرب من دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة، بعد ان كان عمل رئيس اللجنة السابق الجنرال جاسبر جيفرز خجولا نوعا ما مقارنة بتطور الأحداث.
فاللجنة الفنية المشتركة التي تترأسها الولايات المتحدة، وتضم أيضًا ممثلين عن فرنسا، تهدف إلى تعزيز التنسيق بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني .
ورغم أن اللجنة الفنية لا تمتلك صلاحيات تنفيذية صارمة، لكنها تشكل أداة هامة لتوثيق الخروقات وتقديم التقارير للأمم المتحدة والدول المعنية. ويُعتبر التنسيق مع الجنرال ليني في المرحلة المقبلة فرصة لتعزيز فعالية اللجنة في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار .
وفي تصريحاته الأولى، أعرب ليني عن تفاؤله بمهمته الجديدة، مؤكدا على أهمية التنسيق مع جميع الأطراف المعنية من أجل ضمان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر دبلوماسية أن وجود ممثل عسكري أميركي دائم في بيروت، يعكس توجهًا استراتيجيًا لمراقبة التطورات دون التورط العسكري المباشر.
مصادر متابعة لعمل اللجنة توقعت عبر 'صوت بيروت إنترناشونال 'أن يلعب الجنرال الجديد دورًا محوريًا في تعزيز الدور الأميركي في متابعة التفاهمات الأمنية ، التي تم التوصل إليها بين الأطراف المعنية.
وتذكر المصادر بان مهام اللجنة التي لا تقتصر على رصد الخروقات. بل يبرز امامها تحدٍ أساسي يتمثل في استمرار وجود سلاح غير شرعي بيد 'حزب الله'، وهو ما يتعارض بوضوح مع قرار وقف اطلاق النار وبالتالي مع القرار 1701 التي تلتزم الدولة اللبنانية رسميًا بهذين القرارين ، مشيرة الى ان من شأن ازدواجية السلاح الحد من قدرة اللجنة على تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
وتتوقع المصادر أن يكون الجنرال الاميركي الجديد أكثر تشددًا من سلفه في الدفع نحو ضبط الوضع بما يشمل الضغط على جميع الأطراف، لا سيما في ما يتعلق بإنهاء الأنشطة العسكرية في الجنوب، كخطوة أساسية لترسيخ الاستقرار.
وتلفت المصادر الى الدور الاساسي التي تلعبه فرنسا في اللجنة، كونها شريكًا فاعلًا ايضاً في قوات اليونيفيل، كما انها تسعى إلى تعزيز قدرة الجيش اللبناني على تولي مسؤولياته الأمنية، وتقوية سيطرته على الحدود.
ولكن في المقابل ،تصف المصادر الوضع على الأرض 'بالهش'من خلال استمرار الخروقات الإسرائيلية، مقابل تمسّك 'حزب الله' بسلاحه بذريعة “الردع”، وهو ما يزيد من صعوبة مهمة اللجنة .
وفي الختام ، واذ تعتبر المصادر المعنية بان اللجنة التي تلعب دورًا حيويًا في مراقبة الوضع الأمني في الجنوب اللبناني رغم الصعوبات التي تواجهها، ترى ان دورها يبقى أساسيًا في الحد من التصعيد والحفاظ على الاستقرار.