اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شدد رئيس الرابطة المارونية مارون الحلو، على أنّ 'أثمان سلسلة الحروب والمعارك التي دارت رحاها على ارض لبنان، اوهنت بنيته و قدراته، حتى ضعفت قواه وفاعليته في الامساك بزمام اموره و مواجهة المرحلة المقبلة الحبلى بالفرص، و المحفوفة بالمخاطر، في آن واحد، لصوغ دور جديد للبنان. ولعل التحدي الاكبر الذي يواجهنا هو في استنباط الدور الذي تحتاجه المنطقة ويستطيع لبنان ان يقدم قيمة مضافة فيه'.
كلام مارون الحلو جاء خلال إحياء الرابطة المارونية، الذكرى الخامسة والعشرين لغياب رئيسها السابق شاكر أبو سليمان، بلقاء جامع أقيم في مركز لقاء في الربوة، بحضور وزير الاتصالات شارل الحاج، ممثلاً رئيس الجمهورية، النائب البطريركي المطران الياس نصار ممثلاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ووزير الصناعة جو عيسى الخوري ووزير الطاقة جو صدي، ووزير المهجرين كمال شحادة.
وفي كلمته، قال رئيس الرابطة: 'لقد ارتبط اسم الرابطة المارونية باسم شاكر ابو سليمان بزواج ماروني لم يفرق بينهما الموت. ولا عجب في ذلك. فقد ترأسها وجسدها بشخصه وممارساته وتصريحاته على مدى احدى وعشرين سنة متواصلة، اي ما يتجاوز ربع عمرها البالغ ثلاثة وسبعين عاما، وربع عمره، وفي مرحلة هي الاصعب في تاريخ لبنان'.
وأضاف 'لكل شعب من شعوب الارض قدره. قدرنا، وفق شاعر لبنان العظيم سعيد عقل 'ان نعيش دائما في خطر، فنحن خلقنا بيتنا الخطر'. ولكل جيل من اجيالنا تحدياته، تحديات جيل شاكر ابو سليمان كانت الدفاع عن لبنان كوطن تعددي حر مستقل لا ينصاع لاجندات خارجية ولا ينجّر لنزاعات تدمره وتخلفه وتفقره، وقد اتت الاحداث الاخيرة ومواقف غالبية القوى السياسية في لبنان واعترافاتهم لتنصف جيل ابو سليمان الذي قاتل دفاعا عن الفكرة اللبنانية الاصلية و الاصيلة'.
وأوضح مارون الحلو أنّه 'لقد كان لي امتياز أن اجالس قيادات كانت تعرف كيف تطوع اهواءها وغضبها ومشاريعها حول طاولة وجبهة من اجل الخير العام، وان اجالس واستمع الى نخب وقادة رأي، مثل شاكر ابو سليمان، تعرف بحنكة ودراية وحكمة كيف بكلمة ذكية او طرفة او نظرة ذات مغزى، تعيد الامور الى نصابها متى شعرت ان مجرى الحديث او الاحداث قد ينحو بالقيادات الى ما لا يفيد او لا تحمد عقباه. ما احوجنا اليوم الى من يقولون للقيادات ما يجب ان تسمعه لا ما تحب ان تسمعه! ما احوجنا الى شاكر ابو سليمان وامثاله!'.
وتابع 'هذا المجلس التنفيذي الآتي الى قيادة الرابطة المارونية بتوافق نادر، يعكس بشكل او بآخر، حاجة كامنة لدى القيادات الراهنة الى مساحة تواصل في ما بينها، على غرار الدور الذي لعبه المكرم على مدى عقدين واكثر من الزمن، في تقريب وجهات النظر وبلورة المشتركات واحتواء المختلف عليه وتقليصه. لذا يتعهد المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية بأن يكمل مسيرة الدفاع عن استقلال لبنان وحرية ابنائه في الفكر والمعتقد والتعبير والخيار، وتحقيق الوفاق والسلام والوئام، التي التزمها طوال حياته شاكر ابو سليمان'.
أما نقيب المحامين في بيروت فادي المصري، فقال إنّ 'تكريم شاكر ابو سليمان ليس حدثاً عابراً، إنه تكريم للفكرة اللبنانية التي تجّلت في نضاله الوطني بمختلف مراحله'.
وأضاف: 'إذا كانت المحاماة سفراً مفتوحاً، يقبل على قراءته طلائع المجتمع، كتب لهم أن ينخرطوا في دورة الحياة، حتى الأعماق، فكيف لنا أن نحد عن ساح العدل، إذا أقبلوا على ساح العدل، عن ساح الحوار، إذا دقت ساعة الحوار؟'.
وأوضح المصري أنّه 'صحيح أنه عرف (ابو سليمان) كمحاور، لا كمحارب، لكنه كان محاوراً مؤمناً بقضية، لديه موقف على عكس فئة الـ'لا لون ولا طعم ولا موقف'، هذه الفئة التي ما فتئت تتسع اليوم وتشكّل خطراً على المؤسسات الدستورية والهيئات المنتخبة وعلى النقابات، ولا سيما نقابة المحامين، نقابة الموقف والكلمة الحرة الجريئة'.
بدوره، قال الوزير السابق بطرس حرب، في كلمة له عن ابو سليمان: 'لقد فهم الرابطة على أنها مساحة تواصل وتوحيد، وجسرَ عبورٍ بين الأطراف المتباعدة، ومنصّةَ حوارٍ وطني لا طائفي، تجمع ولا تفرّق، تبني ولا تهدم، توفّق بين الموارنة، ومن ثم بينهم وبين اللبنانييّن الآخرين.كان يرى في المارونية انتماءً ثقافياً ووطنياً منفتحاً على سائر المكوّنات اللبنانية، لا تقوقعاً أو انعزالاً'.
وذكر أنّ 'في عهده، نشطت الرابطة في المبادرات ، وسعت إلى ترميم ما تهدّم من ثقة بين اللبنانيين، واضعة نصب عينيها أنّ المارونيّة الحقيقيّة، هي تلك التي تنخرط في الوطن لا تلك التي تنعزل عنه'.
أما نجل الراحل الوزير السابق كميل أبو سليمان، فقال: 'لقد دخلت الرابطة الى بيتنا وكنت لا ازال طالبا، دخلت في حلها وترحالها، في فشلها ونجاحاتها'.
وأضاف: 'لم يكن يوماً عمل الرابطة المارونية سهلاً، ولا الطرقات التي سلكتها وتسلكها سهلة العبور. كم كان وكم هو صعب ان تحاول كوكبة من الاشخاص المشهود لهم بالشجاعة والحكمة ان يعالجوا بعقل بارد ورأي ثاقب معارك حامية تندلع هنا وهناك في المنزل الواحد لا بل على مساحة الوطن'.
وتحدّث في المناسبة أيضاً رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، عن أبو سليمان المحامي والنائب والسياسي والمبادر لمد جسور التواصل.




 
 
 
 
 
 
 
 
 
 






































































