اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
أكد وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني خلال حفل تخريج الدورة التدريبية الأولى لمعاوني المراقبين الجويين في مركز سلامة الطيران المدني، أنّه 'يسعدني أن أقف اليوم أمامكم في هذا الاحتفال، لاختتام الدورة التدريبية لمعاوني المراقبين الجويين وحفل تخريجكم لنيل الشهادة الأساسية في الملاحة الجوية. كل نجاح يُحقق يستحق الشكر والتقدير، لكن الأهم من ذلك هو الصبر والمثابرة التي تسبق الإنجاز. واليوم، أنتم نموذج حي على هذا الالتزام. فقد اكتشفنا خلال السنوات الماضية تجهيزات ومراكز حيوية للطيران المدني، بقيت دون استثمار منذ عام 2017، رغم وجود مهارات وطنية عملت فيها لأكثر من خمسة عشر عامًا، ولم يتمكّن أصحابها من ممارسة مهنتهم بسبب غياب الرخص والموافقات الرسمية. تخيلوا معي أن طبيبًا متخرجًا قد لا يُسمح له بمزاولة مهنته، وهذا ما كان يحدث في قطاع الطيران المدني. واليوم، أنتم بخطواتكم الأولى نحو التخرج تثبتون أن المثابرة والإصرار هما السبيل لبناء المستقبل. أنتم لم تنتظروا الاعتراف الرسمي فقط، بل عملتم بجدية، واضعين خدمة الوطن فوق كل اعتبار'.
وأضاف: 'دور المراقبين الجويين حيوي وأساسي في الحفاظ على سلامة الطيران، متابعة الحركة الجوية، وضمان تنظيم الرحلات بدقة وأمان. أنتم اليوم تُدرّبون لتكونوا جزءًا من هذه المنظومة، حيث كل قرار تتخذونه يؤثر على سلامة المسافرين والطائرات، وهذا يتطلب تركيزًا، دقة، والتزامًا تامًا بالمؤسسات والقوانين'.
وشدد على أنّ 'الوطنية ليست شعارًا يرفع فحسب، بل التزام حقيقي بالعلم والعمل. أنتم تعلمتم وعلّمتم، وحرصتم على احترام المؤسسات، لأنها العمود الفقري للدولة. الحقيقة واضحة: ليس لدينا إلا الدولة، وليس لدينا إلا مؤسساتها، ولا بد أن نتمسك بالطيران المدني والإدارة المدنية، لأنهما خيارنا الاستراتيجي في لبنان'، مضيفًا 'العمل الذي أؤمن به ويهمني هو إعادة الدولة ومؤسساتها إلى مكانتها الحقيقية. هذا واجب ومسؤولية، ونحن في الحكومة اليوم، كلٌّ في موقعه، نكرس كل صلاحياتنا وجهودنا لتحقيق هذا الهدف'.
وقال رسامني: 'أنتم اليوم تتدرّبون لتكونوا جزءًا من القيادة المستقبلية للطيران المدني، لتصبحوا مراقبين جويين في المراكز المختلفة. قد تواجهون صعوبات، أو تسمعون أصواتًا تقول 'ما في أمل'، وربما تقف أمامكم بعض العقبات الإدارية. لكن الحقيقة أن كل مشروع يهدف إلى بناء الوطن ودعم مؤسسات الدولة يجب أن ينجح، ولا يُغلق أمامه أي باب. خلال الدورة الثانية، طبقنا موضوعات عملية وعلمية، وركزنا على النهج القيادي السليم، وتمكّن المتدربون من الانتقال من مرحلة التدريب المبدئي إلى مستوى متقدم، قادر على القيام بالمهام المطلوبة'.
وأضاف: 'نحن نذكّر كل من ساهم في هذا النجاح خطوة بخطوة، لأنه بدونهم لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وأود أن أشكر بشكل خاص محمد الحوت، رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط، والمدراء المعنيين، ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني كابتن عزيز، وكل المبادرات التي دعمت تطوير البنية التحتية، من تحسين طرق الإنارة، وتطوير المطار، وتعزيز السلامة العامة، الأمر الذي ساهم في بناء ثقة المجتمع المحلي والدولي بمؤسساتنا'.
وتابع: 'دور المراقبين الجويين أصبح اليوم حيويًا لمتابعة النشاطات وضمان سلامة الطيران، وقد بدأت الهيئة المنظمة للطيران المدني العمل بجدية، ملتزمة بالقوانين والأنظمة، وما نقوم به لم يكن من باب المجاملة أو الشخصنة، بل من أجل ضمان سلامة الجميع وبناء قدرات وطنية حقيقية. واليوم، بفضل هذه المنظومة، أصبح لدينا إطار عمل متين، مؤسس على أعلى معايير السلامة المهنية والالتزام الوظيفي'.
وأردف: 'هذا الموضوع ليس قضية محددة فحسب، بل يحتاج إلى أشخاص مهنيين، شرفاء ووطنيين قادرين على تحمل المسؤولية. وهذا ما نفعله في جميع مجالات حياتنا، وليس فقط في الطيران المدني، بل في كل المراكز الدولية أيضًا. هؤلاء الأشخاص هم من سيأخذوننا من مرحلة إلى مرحلة ثالثة، خطوة بخطوة، لضمان استمرارية الدولة ومؤسساتها. هذا المركز لا يخرج اليوم الأشخاص المتدربين فحسب، بل يعدّ كفاءات وطنية أخرى للاستفادة منها في المستقبل'.
وختم رسامني: 'ندعو الجميع إلى التركيز على ما يدعم بناء الدولة وتقوية مؤسساتها، وعدم الانجرار وراء الشائعات أو المعلومات غير الدقيقة. استمروا في المسار الصحيح، ولا تدعوا أي عقبة توقفكم عن العمل من أجل مستقبل مؤسسات الدولة وسلامة المواطنين. أنتم جيل المستقبل، وبالالتزام والمسؤولية نضمن أن وطننا ستبقى مؤسساته قوية، وطائراتنا آمنة'.