اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ١١ أيار ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان زيارته الى دولة الكويت تأتي من ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها الى الدول العربية، وبالأخص الخليجية، مؤكدا أن 'الكويت محطة أساسية بالنسبة الى لبنان' الذي يتطلع الى تفعيل العمل الديبلوماسي بين البلدين والبحث في الملفات الاقتصادية والإنمائية وتشجيع الكويتيين على المجيء الى لبنان.
وأوضح ان المشاريع الأساسية التي يحتاج إليها لبنان في المرحلة الراهنة تتعلق بالطاقة والمرافىء والمطار والكهرباء، مشددا على ان 'لبنان ليس بحاجة الى هبات بل الى استثمارات وعلى ان الكويت قادرة على المساهمة ببناء إعادة الثقة وانا واثق من التوافق مع سمو الأمير على مشاركتها في عدد من المشاريع'.
وجدد موقف لبنان المؤيد للمبادرة العربية للسلام، وقال ردا على سؤال: 'نحن عدنا الى العرب ونريد من العرب ان يعودوا إلينا'.
وأعاد التأكيد ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ وما من احد يريد أي صراع عسكري دموي والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية.
مواقف الرئيس عون جاءت خلال مقابلة مع التلفزيون الكويتي، شدد فيها على ان زيارته الى دولة الكويت تأتي من ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها الى الدول العربية، وبالأخص الخليجية، 'فالكويت محطة أساسية بالنسبة الى لبنان'. ولفت الى ان هدف الزيارة يتمثل بتوجيه الشكر الى دولة الكويت على دعمها المستمر للبنان في الظروف التي يمر بها، وعلى استضافتها جالية لبنانية هي ثاني جالية عربية تقصدها منذ عشرينيات القرن الماضي، وقد اصبح أبناؤها فاعلين ضمن مجتمعها المحلي. اما على الصعيد السياسي، 'فنحن نتطلع الى تفعيل العمل الديبلوماسي والبحث في الملفات الاقتصادية ومنها الاستثمارات وسبل دعم الكويت للاقتصاد اللبناني، بالإضافة الى الملف الإنمائي ولا سيما لجهة المشاريع الجديدة او تلك غير المكتملة او المتعثرة'.
وعن دور الكويت في دعم الاستقرار اللبناني في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، أوضح رئيس الجمهورية ان الكويت لعبت أدوارا كبيرة في السابق منذ بداية الحرب في العام 1973، وقد استضافت في العام 1988 القمة العربية، ومن ثم القمة السداسية في العام 1989. كما كانت لها محطات أخرى في العام 2006 وقد تبرعت بحوالي 300 مليون دولار لاعادة الاعمار و180 مليون دولار للبنى التحتية. وآخر المحطات كانت في العام 2022 وتمثلت بالمبادرة الكويتية لترميم العلاقة بين لبنان والخليج والتي تضمنت عدة نقاط منها: التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس، ومنع استخدامه كمنصة سياسية، وتشديد الرقابة على تهريب المخدرات، والتزام لبنان بالقرارات الدولية، واجراء إصلاحات داخلية، والتعاون مع الأجهزة الأمنية وضمان استقلالية القضاء 'وهذه البنود مذكورة في خطاب القسم والبيان الوزاري، ونحن في صدد تطبيقها'. من هنا، فان دور الكويت ضروري في العمل الديبلوماسي الناشط والعمل الاقتصادي كما العمل الإنمائي، خاصة وان لبنان قد مر بحرب ويعاني حاليا من وضع اقتصادي سيء.
وعن المحطات التي شكلت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، اوضح رئيس الجمهورية انه بعد مصر، شكلت الجالية اللبنانية ثاني مجموعة عربية تقصد الكويت التي وصلها اول لبناني في العام1914. ويبلغ عدد أعضاء الجالية اللبنانية اليوم حوالي 40 او 45 الفا. وكان لبنان في العام 1961 من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت، والمفارقة انه بعد اعلان استقلال الكويت بشهر او شهرين تبرعت بهبة الى بلدية بيروت بقيمة 5 ملايين ليرة أي 2،5 مليون دولار في حينه. وشكل العام 1962 تاريخ اقامة العلاقات الديبلوماسية وفتح السفارات بين البلدين وتواصلت العلاقات حتى الان، وكانت الهبات ودعم لبنان واقتصاده في مجالات عديدة في اطار هذه العلاقات الثنائية.
وكشف الرئيس عون ان المشاريع التي قامت بها الكويت في لبنان لا تعد ولا تحصى، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، صوامع القمح في بيروت التي أنشئت العام 1969 ، والتعهد بإعادة بنائها بعد انفجار مرفأ بيروت العام 2020، ومشروع ري الجنوب القناة 800 لنقل مياه الري لحوالي 13 الف هكتار، ومشروع الصرف الصحي في منطقة مرجعيون، ومشروع تطوير شبكات الكهرباء، ومشاريع تأهيل الطرق وربطها بالمرافىء، ومشاريع تحديث شبكات الصرف الصحي في مناطق متعددة 'ونحن نريد إعادة تفعيل هذه العلاقات على كل المستويات'.
وردا على سؤال، اعتبر الرئيس عون ان كل المشاريع الإنمائية أساسية في إعادة الاستقرار، ومن بينها مشاريع تربوية وصحية، وكذلك إعادة ترميم بعض المدارس والمستشفيات التي تضررت بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة بالإضافة الى مشاريع أخرى. وكشف انه اجتمع مع وفد الصندوق الكويتي للتنمية قبل مدة قصيرة بهدف تفعيل المشاريع الإقتصادية المشتركة.
وعن مشاريع تتعلق بمجالات أخرى كالطاقة وغيرها، اوضح رئيس الجمهورية انه سيتم بحثها في خلال الزيارة، مشيرا الى ان المشاريع الأساسية التي يحتاج إليها لبنان في المرحلة الراهنة تتعلق بالطاقة والمرافىء والمطار والكهرباء. وقال: 'كلي ثقة، اني وصاحب السمو الأمير، قادران على التوافق على مشاركة الكويت في مثل هذه المشاريع'.
أضاف: 'الكويت قادرة على المساهمة، كما فعلت دوما، ببناء إعادة الثقة وهذا سبب رئيسي لزيارتي وللتعرف على سمو الأمير، لكي نعيد تفعيل العلاقات الديبلوماسية والإنمائية والإقتصادية. لبنان ليس بحاجة الى هبات إنما الى إستثمارات، والمجالات مفتوحة بلبنان فأهلا وسهلا بالكويت.'
وعما ينتظره لبنان لجهة إعادة مسار العلاقات اللبنانية-الخليجية، لا سيما وأن الكويت ترأس راهنا مجلس التعاون الخليجي، اكد رئيس الجمهورية ان الكويت بإمكانها، إنطلاقا من مركزها الحالي، تنشيط العلاقات الديبلوماسية المشتركة، 'وهذا هو هدفي من الزيارات الى دول الخليج، لأننا مررنا بمرحلة عانت منها العلاقات من بعض الـتأزيم، فلنقم من جهتنا بإعادة مد جسور ثقة بيننا وبين دول الخليج ككل. ونحن نعول على مساعدة الكويت في هذا الإطار'.
وردا على سؤال، قال الرئيس عون: 'على المستوى السياسي، اعول على تفعيل العمل الدبلوماسي وتنشيطه، وعلى المستوى الإنمائي القيام بمشاريع انمائية جديدة، وعلى المسار الاقتصادي مساعدة لبنان على حل الأزمة الاقتصادية. كما أتطلع الى تشجيع الاشقاء الكويتيين على المجيء الى لبنان. هذا هو الهدف من الزيارة، وهذا ما نتوقعه من صاحب السمو'.
وحول القضايا الإقليمية، أشار رئيس الجمهورية الى 'ان لبنان والكويت يتشابهان، على الرغم من بعد المسافات الجغرافية بينهما. فكلاهما دولتان صغيرتان جغرافيا، ولديهما تحديات عليهما مواجهتها. والكويت تحاول عزل نفسها من تأثير هذه التحديات، وكذلك الأمر بالنسبة الى لبنان الذي يحاول الا يجعل التحديات المحيطة به ذات تأثير عليه. وهذا الأمر ليس سهلا، لا سيما وان هناك إحتلالا إسرائيليا في جنوب لبنان والوضع في سوريا متفجر. وبالتالي هناك تشابه في السياسية الخارجية التي نتبعها كلانا. وعلى مر السنوات، كانت الكويت تلعب دورا توفيقيا بين مختلف المواقف العربية. من هنا، التحديات كبيرة، واوجه التشابه كبيرة ايضا'.
وعن موقف لبنان من القضية الفلسطينية عامة ومما يحصل في غزة خاصة، اكد الرئيس عون 'ان لبنان مع المبادرة العربية التي إنبثقت عن قمة بيروت العربية في العام 2002، ومع حل الدولتين والموقف العربي الموحد. وما يوافق عليه العرب نحن نسير به'. اما بخصوص ما يجري في غزة، 'فانه بات غير مقبول إنسانيا، ومن الواجب التوصل الى حل بأسرع وقت لأنه يسقط هناك أبرياء وأطفال وشيوخ، وهناك مبان إستشفائية ودور عبادة يجري تهديمها، وما من إنسان بإمكانه تصور الامر، كما ان القيم الإنسانية لا تقبل بما يجري. وللأسف لا يتم إحترام القانون الدولي، وليس هناك من مجموعة دولية قادرة على ممارسة ضغط بهدف انهاء هذه الحرب التي لا يمكن وصفها بمدى لاإنسانيتها'.
وسئل الرئيس عون عما يريده لبنان من القمة العربية التي تستضيفها بغداد، فقال: 'العودة الى العرب. نحن عدنا الى العرب، ونريد من العرب ان يعودوا إلينا'.
وعن خطط الرئيس عون لمعالجة الوضع الداخلي في لبنان، أوضح رئيس الجمهورية 'بدأنا إتخاذ خطوات عدة بهدف الإصلاح الاقتصادي، وهذه أولوية بالنسبة إلينا. ومن ضمن هذه الخطوات: تعيين حاكم لمصرف لبنان، والإجتماع مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي لم يحصل منذ نحو 15 سنة. ومن الإصلاحات المطلوبة كذلك إقرار قانون سرية المصارف، والآن لجنة المال النيابية تبحث بمشروع قانون إصلاح المصارف. ونأمل ان تبدأ الحكومة ببحث مشروع قانون بخصوص الفجوة المالية. وهناك التعيينات القضائية التي سنواصلها. واهم استحقاق دستوري راهنا هو الانتخابات البلدية والإختيارية التي إنطلقت الأسبوع الماضي في محافظة جبل لبنان، وتباعا في الشمال والبقاع وبيروت والجنوب. وهذا إستحقاق دستوري لم يتحقق منذ العام 2016. إن الأمور توضع على السكة بهدف إعادة بناء الثقة بين الشعب والدولة، وبين لبنان والعالم الخارجي'.
وسئل عما إذا كانت الدولة قد بسطت سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، فأجاب: 'إن الدولة اللبنانية موجودة أينما كان. هناك مشكلة السلاح، وانا تحدثت في خطاب القسم واكرر ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد إتخذ وتبقى كيفية التنفيذ. وهناك السلاح اللبناني وغير اللبناني أي السلاح الفلسطيني. وقد تم تفكيك مخيمات التدريب الفلسطيني خارج المخيمات. وفي جنوب لبنان يقوم الجيش اللبناني بجهد جبار لمعالجة كافة هذه الأوضاع، ومخازن الذخيرة والأنفاق يقوم الجيش بتدميرها او مصادرة ما فيها. ولكن العبء كبير على المؤسسة العسكرية، وتباعا نحن نسير نحو تحقيق كامل هذا الأمر، الذي يتم حله بالتحاور، وبالتشاور مع الآخر لبلوغه. فما من احد يريد أي صراع عسكري دموي. والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية'.
وعن الكلمة الأخيرة التي يرغب الرئيس عون بتوجيهها الى دولة الكويت، قيادة وشعبا، قال: 'شكر كبير لدولة الكويت، والتاريخ يشهد لها وللكويتيين مدى محبتهم للبنان، ووقوف دولة الكويت في كافة المحطات الى جانب لبنان. نحن نقول للكويتيين: لبنان بلدكم الثاني وتفضلوا نوروه بوجودكم، واهلا وسهلا بكم'.