اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٩ شباط ٢٠٢٥
'تيار المردة' و'التيار الوطني الحر'، لطالما كانا مصدر نفوذ 'حزب الله' في البيئة المسيحية، إستفاد منهما 'حزب الله' كذراعين، في مواجهة خصومه المسيحيين من جهة، وفي اضعاف خصومه السنة وتطويع بعضهم، وكان وصول ميشال عون لرئاسة الجمهورية عام ٢٠١٦، تتويجا لمسار السيطرة والتحكم بالدولة اللبنانية، فيما لم يتح لسليمان فرنجية الوصول الى سدة الرئاسة، على رغم حيازته على تأييد 'الثنائي' (حركة امل وحزب الله)، لكن التحولات السياسية وموازين القوى التي استجدت قبل الحرب وبعدها، دفعته الى الانسحاب ودعم جوزاف عون للرئاسة.
وصول ميشال عون لرئاسة الجمهورية عام ٢٠١٦، تتويجا لمسار السيطرة والتحكم بالدولة اللبنانية، فيما لم يتح لسليمان فرنجية الوصول الى سدة الرئاسة،
قد يبدو غريبا مع تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، ان تظهر العفة لدى 'تيار المردة' و'التيار الوطني الحر'، عن الولوج الى الحكومة، اذ لم يغب عن ذاكرة اللبنانيين مشاكساتهما، من اجل تحصيل مقاعد وزارية في كل الحكومات التي تلت اتفاق الدوحة عام ٢٠٠٨، والاستقتال من اجل حقيبة وزارية سيادية حينا، واي حقيبة وزارية احيانا اخرى.
لماذا هذه العفة الطارئة، عما عهده اللبنانيون من التيارين، إذ انكفأ جبران باسيل عن الحكومة، باعتراض مدوزن غير مسبوق، مع انه اعطي فرصة المشاركة بتسمية وزيرين، كما وان 'تيار المردة' الذي اتيح له ان يسمي وزيرا، انكفأ لأنه لا يريد ان تكون وزارة الاعلام مجددا من حصته، كما نقلت وسائل الاعلام.
الأجدر ان يوصف موقف التيارين، بأنه محاولة تخفي من مسار سياسي معاكس، لما كانا عليه في مسار التحالف مع 'حزب الله'، ودخول الحكومة هذه المرة تبدو اكلافه اكثر من ارباحه، بعدما لم تعد العلاقة مع 'حزب الله' مصدر فخر ورزق سياسيين، وبات الابتعاد عنه فرصة لفتح قنوات كانت مغلقة او ضيقة مع الدول العربية، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، وفرصة للتطهر من ادران الممانعة، في مرحلة تتطلب التخفف من خصومات غير مبدئية، فرضها محور الممانعة عليهما.
دخول الحكومة هذه المرة تبدو اكلافه اكثر من ارباحه، بعدما لم تعد العلاقة مع 'حزب الله' مصدر فخر ورزق سياسيين، وبات الابتعاد عنه فرصة لفتح قنوات كانت مغلقة
الخروج من الحكومة ليس اعتراضا على رئيسي الجمهورية والحكومة، بل مزيدا من الابتعاد والهروب من 'حزب الله' واثقاله.