اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
زار بهاء الحريري ظهر اليوم السفير التركي في لبنان مرات لوتيم بمنزله في بيروت وعقد معه اجتماعا حضره عددا من المسؤولين الدبلوماسيين والوفد المرافق للشيخ بهاء الحريري.
وخلال الاجتماع تحدث الشيخ بهاء الى الحاضرين فقال:'أتوجّه إليكم اليوم بكامل التقدير وبإحساس عميق بالمسؤولية، في لحظة تواجه فيها دول المشرق العربي ضغوطًا غير مسبوقة على صعيد الشرعية وبقاء الكيانات الحديثة، ويأتي لبنان في صلب هذا التحول الوجودي العميق.'
اضاف:'تبرز تركيا في هذا السياق كعامل استقرار أساسي في المنطقة، بالنظر إلى التقاطع التاريخي العميق بين المشرق العربي والتجربة التركية، سواء في العصر الحديث أو في الجذور الحضارية الممتدة إلى أعماق التاريخ. ويُضاف إلى تأثير تركيا في الإقليم انخراطها في رؤية حداثية يمكن أن تسهم في إضاءة مسار نشوء الدول الحديثة في منطقة الهلال الخصيب، وخصوصًا في بلاد الشام وسوريا، وهو ما يتلاقى مع التوجهات الإقليمية لتركيا ومصالحها في شرق المتوسط.
كما تستند هذه الرؤية إلى العلاقة الخاصة التي جمعت والدي، رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهي علاقة تلهمني اليوم في متابعة هذا الإرث واستكماله في زمننا المعاصر. وعلى الرغم من التحديات الجسيمة التي نمر بها، فإن هذه الشراكة تفتح أمامنا آفاقًا واعدة لتجاوز الأزمات، برؤية واقعية لتجديد النهوض.'
وتابع:'تقدّم التجربة التركية الناجحة في التعامل مع تعقيدات الحداثة، مع التمسك بالإرث الحضاري العريق، خارطة طريق مثلى لتحرير المشرق من أزماته المتراكمة. وقد كان لهذا التأثير دورٌ مهم في مساعدة لبنان على الخروج من الجمود القاتل، وفتح الطريق أمام إصلاحه وازدهاره وقيامته.
إن رؤيتي لتأسيس شراكة استراتيجية مع تركيا تقوم على مفهوم جديد أُسميه 'السيادة الاستراتيجية المقاومة'، وهو مفهوم يعزز مناعة الدولة اللبنانية في وجه التبعية الإقليمية ويستعيد صدقيتها المؤسسية في وجه الانقسام.
وهنا، لا تكفي الإصلاحات الشكلية، بل المطلوب هو تصور لاتحاد جديد لدول الهلال الخصيب، يستفيد من العلاقات التاريخية العميقة مع تركيا. هذه الرؤية ترسم معالم تنمية قابلة للاستمرار، وتقوم على أُطر استثمارية شفافة في المالية العامة، وإعادة بناء السلطة القضائية، وتحديث القطاعات الأساسية في الطاقة والاتصالات والبنى التحتية الرقمية'.
وختم بالقول:'على لبنان أن يُطور آليات رقابية فاعلة لمواكبة هذه التوجهات الاستثمارية، خصوصًا في مرحلة ما بعد إعادة إعمار المرافئ، واستكشاف الغاز، وتطوير الكهرباء والبنى التحتية الحيوية، بما يعزز أمن الطاقة في شرق المتوسط، وتكون تركيا ركيزته المحورية.
تشكل هذه الرؤية حجر الأساس لأمن لبنان وتعافيه، وازدهاره كنموذج مصغر للتعددية المدنية في المشرق العربي وشرق المتوسط.
فلنعمل سويًا، لا فقط من أجل الاستقرار، بل من أجل السيادة القائمة على الكرامة، والمناعة القائمة على البصيرة، والحُكم القائم على الرؤية والطموح.'
بعد ذلك أقام السفير التركي مأدبة غداء تكريمية على شرف الشيخ بهاء الحريري والوفد المرافق.