اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
جفاف الينابيع وتراجع منسوب مياه الآبار الجوفية التي لطالما كانت خزان المياه المخفي، تنضب اليوم بهدوء… وسط غياب الرقابة وتقلّب المناخ، ومع كل قطرة تضيع، نخسر شريانًا من شرايين الأمان المائي.
الخلل في الدورة المائية الطبيعية فاقم من سرعة الجفاف خصوصًا في المناطق الجبلية التي كانت تشكّل خزانًا مائيًا طبيعيًا للبلاد، حسب كلام الباحث في الهيدروجيولوجيا الجوفية البروفيسور ناجي كعدي الذي اشار الى ان السبب الاول هو ارتفاع درجات الحرارة عالميا حوالى درجتين ما يؤدى الى ذوبان سريع للثلوج ولا يسمح لها بالتسرب الى جوف الارض وتغذي خزانات المياه الجوفية الموجودة في لبنان اما السبب الثاني هو زيادة الاستهلاك المائي بسبب زيادة عدد السكانوهذا ادى الى التسريع بعملية الجفاف.
تحذيرات لم تعد حبيسة الأبحاث الأكاديمية بل اصبح واقعا يهدد مستقبل الموارد المائية في لبنان حسب كلام كعدي والنتائج لا تقتصر على ندرة المياه، بل تشمل خطر الانهيارات الأرضية، وتراجع الإنتاج الزراعي، وصولًا إلى تهديد الاستقرار السكاني في القرى
الذي لفت الى اننا لا زلنا في شهر تموز والمشكلة ستتفاقم كلما اقتربنا الى عمق الفصل الجاف قبل بدء المتساقطات في الشهر الجديد وعن كيفية معالجة الازمة قال كعدي:'على المزراع تجنب الري نهارا وتاجيل ذلك الى فترة المساء وعلى المواطنين ترشيد استخدام المياه'.
بين أرقام مقلقة ومشاهد أكثر إيلامًا، تبدو المياه الجوفية كصرخة مكتومة في باطن الأرض.فهل تتحرّك الجهات المعنية لوضع سياسة مائية إنقاذية، أم أننا نقترب من نقطة اللاعودة؟