خاص الهديل: مبادرة السوداني تجاه لبنان تؤكد أن النبل العراقي ليس له نهاية

خاص الهديل…

كتب بسام عفيفي

كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد الشياع السوداني في القمة العربية في بغداد كان لها صدى مهماً داخل الواقع العربي المتعطش لمبادرات عملية والراغب برؤية مواقف عربية مقرونة بإرادة تغيير الواقع الراهن المأساوي السائد في غير بلد عربي، وخاصة في غزة.

طبعاً ليست هذه هي المرة الأولى التي يمد بها دولة الرئيس محمد الشياع السوداني يد الخير والعطاء السخي والنبيل للبنان؛ فهو أنار ليل بلد الأرز؛ وكان له ولا زال فضلاً لا يمكن إنكاره في مجال جعل لبنان يتجاوز أزمة الكهرباء، ولكن خلال مؤتمر القمة كان لموقفه أصداء إيجابية رمزية ومعنوية وسياسية إضافية، وذلك حينما أعلن أن العراق سيمنح لكل من لبنان وغزة ٢٥ مليون دولار.. 

هذا الموقف ينظر إليه لبنان – وغزة بالتأكيد – على أنه مبادرة أخوة عملية هدفها حث الواقع العالمي كي يتحرك لبناء ما تهدم وما يتهدم وترك حالة الانتظار والتمهل؛ والانطلاق بدلاً من ذلك إلى حالة المبادرة والتقدم والعمل الفعلي..

لا شك أن مبادرة الرئيس محمد الشياع السوداني تأتي في مضمونها وشكلها منسجمة مع أحداث تاريخية ومبادرات هامة عربية عملية جرت في المنطقة مؤخراً؛ وكان لها جميعها الكثير من الوقع المعنوي والسياسي الإيجابي داخل الرأي العام العربي، وتتلخص هذه الأحداث بمبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي أفضت إلى جعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرفع العقوبات عن سورية وشعبها المحتاج لإعادة بناء اقتصاده وإنهاء معاناته؛ أضف لذلك استمرار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمد يد العون للبنان وجيشه في أصعب الظروف؛ عدا قيادته للدور القطري الذي يمضي قدماً ومن دون كلل لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة..

إن الانتقال من حالة الانتظار إلى حالة الفعل والعمل بات أمراً مطلوباً لتغيير الواقع الراهن الصعب والسائد على شكل حرب أو نتائج صعبة للحرب في غير دولة عربية؛ والقفز من فوق حواجز الاستمرار في المستنقع الآسن..

والواقع أن القمة العربية في العراق تعطي أملاً بتفعيل العمل العربي الجماعي وذلك رغم كل الظروف الموضوعية الصعبة والاستثنائية والتي يمكن تجاوز ما تفرضه من ظروف مفهومة، كما أن قمة القمم السعودية الأميركية في مملكة الخير ستدفع بنتائجها إلى تغيير مسار توجهات المنطقة نجو الاستقرار وبناء شراكة المصالح الكبرى التي تطور الشرق الأوسط؛ فيما شجاعة إصرار الدوحة على متابعة وقيادة العالم مع مصر لوقف حرب غزة تؤكد ثبات الالتزام الأخوي بالدفاع عن الفلسطينيين.. 

.. ولا شك أن هذه المواقف العربية الرائدة تشق طريقاً داخل الواقع الصعب والقاسي الذي يمر به العالم وتمر به المنطقة في هذه المرحلة.