اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
أمس، عادت الضربات الإسرائيلية إلى الواجهة مجددًا على الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد مضي أقل من شهر على آخر غارة، من خلال استهداف مخزن يشمل صواريخ دقيقة تابع لِحزب الله في منطقة الحدث - الجاموس، بحسب ما قال الجيش الإسرائيلي، ما يضع هذا التصعيد الجديد من نوعه، أمام تطوّرٍ خطير يُعيد إلى الأذهان شبح الحرب، لا سيما في ظل تنامي الرغبة الإسرائيلية في تقويض نفوذ الحزب وانتزاع ترسانته العسكرية، فيما الأخير ماضٍ على ما يبدو في بناء مخزوناته وقواته وهيكليته التنظيمية، وقد أعلن الأمين العام الشيخ نعيم قاسم سابقًا، أن الحزب سيستمر في البحث عن وسائل لضمان وصول السلاح إلى لبنان.
لا شك في أن الحزب لا يستطيع العيش من دون سلاح وتهريب وفوضى، وتعريض بيئته الشعبية للخطر في كل مغامرة، وسط ذعرٍ وهلعٍ عاشهما أهالي الضاحية يوم أمس الأحد، الذين حاولوا مغادرة منازلهم والانتقال من المنطقة الى مكان أكثر أمنًا بعد الإنذار الذي وجّهه الجيش الإسرائيلي إليهم.
صحيح أن الحزب لم يكن أساسًا لديه القدرة على ردع أعدائه الاستراتيجيين، إلا أنه قادر على التخريب ساعة يشاء، ومن يعرف أيديولوجيته وطريقة مقاربته للأمور يدرك أن خياره الوحيد حاليًّا هو الحصول على سلاح، بعدما تم قطع شرايين التواصل والإمداد بين إيران والحزب عبر سوريا بحيث لم يعد لديه القدرة على التزود بالسلاح متى دعت الحاجة، علمًا أن جزءًا كبيرًا من الضربات التي تنفذها إسرائيل تستهدف المخزون الاستراتيجي للحزب داخل لبنان من الصواريخ الدقيقة والمتوسطة المدى والمسيّرات ومنصات الإطلاق ومخازن الذخيرة.
أمّا المعطيات التي تملكها مصادر أمنية، وبدورها تكشفها لـ kataeb.org، فإن الحزب يتحرك سرًّا بعيدًا عن أنظار الدولة اللبنانية والجيش، إذ يستمر في توفير طرق إمداد بالسلاح، لذلك من المتوقع أن تزداد مهمتهُ صعوبةً، لأن خيار إسرائيل الوحيد حاليًّا هو ملاحقة هذا السلاح أينما كان، والقضاء عليه بمباركة وضوء أخضر أميركيين.
وبناءً على ما سلف يُمكن الاستنتاج أن الحزب ليس بوارد التوقف عن إعادة تسليح نفسه، ولا إسرائيل تركن إلى اتفاق على ترتيبات لا تشمل تسليم السلاح. وبالمحصلة، يبقى انتظار ما يريده الأميركي من إيران أولاً في المفاوضات التي تجري في عمان، والمنحى الذي ستسلكه العلاقة بينهما، وعلى هذا الأساس يتحدد مصير الحزب وليس فقط سلاحه، فلا بد في نهاية المطاف من أن يصارحه أحد، وسرعان ما سيبدأ بعضّ أصابعه، كَوْن المسألة تستدعي الخروج من عالم الأوهام، إلى الواقع الفعليّ ليتمكن من اتخاذ القرار المناسب.
The official website of the Kataeb Party leader