اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٨ أذار ٢٠٢٥
منذ ظهور الحدود بين دول العالم ظهرت عمليات التهريب بأنواعها، ورغم اختلاف اللغات والطبائع والجنسيات الا ان التهريب يعتبر عاملا مشتركا لمن يمارسوه أينما وجدوا، فلا اختلافات بين المهربين وطرقهم بل ان المواد المهربة تعتبر متشابهة جدا، ومنها المخدرات بأنواعها من نبات كالحشيش والبانجو..الحبوب المخدرة.
وبالطبع فان ما سبق ينطبق على الحدود اللبنانية بشمالها وشرقها وجنوبها أيضا، فعمليات التهريب لها تاريخ متوغل في القدم ولها شخصيات قائمة عليها، حتى ان الامر هذا أصبح العمل الأساسي ومورد الرزق لعشرات العائلات اللبنانية التي استغلت عدم الانضباط على الحدود لتمارس التجارة هذه بطريقتها الخاصة، وظلت الأمور تسير بسلاسة الى حين ظهور حزب الله في لبنان وانتشاره في المنطقة، فتحولت هذه العمليات الى أداة تمويلية رئيسية لامبراطورية عابرة للقارات وليس فقط للحدود اللبنانية، وذلك حسب ما نشره موقع 'الحرة' الاميركي.
تجارة الكبتاغون
ويقول الموقع المذكور انه ' ابتداء من 2012 شرع الحزب في بناء وحدات إنتاج ومعامل سرية في سوريا لصناعة مخدر الكبتاغون، وهو عقار ذو خصائص إدمانية تم حظر بيعه في الصيدليات منذ 1986. في غضون سنوات حول حزب الله، بتعاون مع النظام السوري والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد والميليشيات الإيرانية الأخرى، سوريا إلى أكبر مصدر لمخدر الكبتاغون في العالم، إذ تشير بيانات الحكومة البريطانية إلى أن سوريا تنتج قرابة 80% من الإنتاج العالمي من الكبتاغون. وقد بلغت القيمة المصدرة منه في 2021 حوالي 5.7 مليار دولار'.
قد يظن البعض ان حزب الله استغل الحدود مع سوريا فقط لممارسة التهريب، الا ان الوقائع والأدلة تؤكد انه مارس هذه العمليات منذ نشأته عند الحدود مع فلسطين، وكشفت العديد من التقارير تورط ضباط إسرائيليين كبار بعمليات تهريب المخدرات وتم توقيف بعضهم بعد الكشف عن عملياتهم، حتى ان لبمصادر الاسرائيلية تؤكد ان هذه العمليات بدأت قبل الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وخاصة في منطقة جزين حيث كان يتم الامر بالتعاون مع جيش لبنان الجنوبي وتم وقتها اغراق المنطقة المحتلة بالمخدرات وانتقل الامر الى الشريط الحدودي ومنه الى إسرائيل واستمرت العملية الى ما بعد الانسحاب الكامل.
فحسب صحيفة 'جيروسالم بوست' الإسرائيلية، اختطف حزب الله حنالن تننباوم عام 2000 بعد سفره إلى لبنان تحت ستار البحث عن معلومات حول طيار إسرائيلي مفقود يدعى رون أراد.لكن اتضح لاحقا أنه وقع في فخ نصبه له حزب الله، الذي أغراه بالاشتراك في صفقة لتهريب مخدرات إلى إسرائيل سيحصل بموجبها على 200 ألف دولار!
موقع الحرة: ابتداء من 2012 شرع الحزب في بناء وحدات إنتاج ومعامل سرية في سوريا لصناعة مخدر الكبتاغون، بالتعاون مع النظام السوري والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد والميليشيات الإيرانية الأخرى، وحوّل سوريا إلى أكبر مصدر لمخدر الكبتاغون في العالم
اتهامات لحزب الله
اما عند الحدود الشمالية فالأمر مختلف بعض الشيء كون أرضية التهريب موجودة منذ عقود طويلة، فما كان من الحزب الا احكام سيطرته على المهربين بعد سيطرته الكاملة على المعابر، وبات متحكما بكل العمليات، فمنها ما هو خاص به حصرا وتصب أموالها لخزائنه، ومنها ما يتمم لصالح المهربين وللحزب حصة كبيرة من الأرباح، واستغل الحزب بالإضافة الى سيطرته تداخل الحدود بين لبنان وسوريا بشكل تعجز الأجهزة الأمنية عن مهمة ضبط الحدود بالكامل.
وحسب المرصد السوري لحقوق الانسان 'كان حزب الله والميليشيات الإيرانية تنقل المخدرات من القصير بريف حمص الجنوبي الشرقي، والمناطق الحدودية مع لبنان بمحافظة ريف دمشق التي يسيطر عليها الحزب إلى المناطق الشرقية في سوريا لاسيما محافظة دير الزور، من أجل ترويجها في المنطقة، وتهريبها إلى العراق ومنه إلى دول أخرى، لكن الحزب في السنتين الأخيرتين أقام وحدات تصنيع بدائية في دير الزور لزيادة الإنتاج وتقليل نفقات النقل وحماية الشحنات التي تقطع مسالك خطيرة وطويلة قبل أن تصل إلى الحدود مع العراق. وقد رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان إنشاء 7 مصانع في المنطقة، إضافة إلى قيام الميليشيات التابعة لإيران بزراعة مادة قنب الحشيش ضمن أراضي تعود ملكيتها لمهجرين في كل من 'سعلو' و'الزباري' شرقي دير الزور'.
وبالتالي حسب التقرير اعلاه 'فان مسألة التهريب كانت ولا تزال عصب حياة الحزب، خاصة وان الامر ارتبط بإغراق العديد من الدول العربية والغربية بالحبوب المخدرة كالكبتاجون بشكل خاص، مما أضر بلبنان على جميع الأصعدة خاصة السياسية والاقتصادية بعد رفض العديد من الدول التعامل التجاري مع لبنان، مع الإشارة الى ان التهريب أدى الى خسائر كبيرة للاقتصاد اللبناني بعد عمليات تهريب المواد البترولية وباقي المواد الأساسية التي حرم منها الشعب اللبناني.
حسب تقرير غربي فإن مسألة التهريب كانت ولا تزال عصب حياة الحزب، خاصة وان الامر ارتبط بإغراق العديد من الدول العربية والغربية بالحبوب المخدرة كالكبتاجون بشكل خاص، مما أضر بلبنان على جميع الأصعدة خاصة السياسية والاقتصادية
وهذا ما يفسر بالتالي إصرار الحزب على إبقاء سيطرته على الشريط الحدودي مع سوريا كون اقفاله من قبل الأدوات الأمنية اللبنانية والسورية سيؤدي الى اقفال المنفذ الوحيد لحصوله على الأموال في الوقت الحالي، ورغم نفي حزب الله المتكرر حول عدم مسؤوليته عن الاشتباكات التي لا تتوقف رغم كل الضغوط الدولية، الا ان الواقع مغاير تمام بسبب احتوائه الكامل للمسلحين المنتمين وبشكل طبيعي لعشائر المنطقة المتحالفة أساسا مع الحزب منذ سنوات.
هذا باختصار ما يفسر ما يحصل على الحدود مع سوريا، ويضاف اليه حالة الكراهية بين المسلحين على الجانبين بسبب الاصطفاف الطائفي الناتج عن دعم حزب الله للنظام السوري السابق وتورطه بالعديد من المجازر في عدة مناطق سورية، لكن الخطير في الموضوع هو ان هذا الإصرار سيورط الدولة اللبنانية ان تقوم بالرد على مصادر النيران، وهو ما تروج لحصوله الالة الإعلامية التابعة لحزب الله، فان حصل، فان النتائج ستكون كارثية بحرب جديدة مع النظام السوري الجديد، وان لم يحصل فسيؤدي الى المزيد من التوتر والمعارك .