اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٢ نيسان ٢٠٢٥
يشرح مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان طبيعة العلاقة بينه العلامة الراحل قاضي صيدا الجعفري السيد محمد حسن الامين، فيقول: توطدت العلاقة بيني وبين المرحوم السيد محمد حسن الأمين، خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي لمدينة صيدا.
واليوم في الذكرى الرابعة لرحيل السيد الأمين يتذكره المفتي سوسان من خلال تلك المرحلة ويقول:' في ذكرى رحيله الرابعة اتذكر السيد محمد حسن الأمين الشاعر، الاديب، العالم، القاضي، الوطني الإنسان الذي عاش في مدينة صيدا ولم نشعر به الا انه من أهل المدينة، احب الناس واحبوه. هذه المحبة لم تأت من فراغ بل من سلوكه المميز، كان حريصاً على العيش الواحد، وعلى السلم الأهلي وعلى وحدة الصف. كان حريصاً على المدينة كأحد أبنائها لانه كان أحد رموزها الوطنية'.
ويضيف المفتي سوسان:' رحم الله السيد الأمين الذي كان نموذجاً لإنسان تمسك بوحدة لبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات، لم يميّز بين دين ودين آخر، بين مذهب ومذهب آخر بل كان الحق والعدل والحرية قيماً ثابتة لنفسه، في إيمانه وسلوكه'.
يستطرد المفتي سوسان بالقول:' عام ١٩٨٢ اجتاح العدو الإسرائيلي مدينة صيدا واحتلها ووصل الى بيروت، استطاع العدو ان يدخل المدينة لكنه لم يستطع الدخول الى نفوس أهلها وقناعات الناس، لأن المقيمين في المدينة وخلال تاريخها الطويل كانوا الى جانب فلسطين وأهلها وقدموا الغالي والنفيس من اجل تحرير فلسطين والقدس والاقصى وكنيسة القيامة.
ويتابع، 'لذلك من الطبيعي ان يقف الشرفاء في صيدا في وجه العدو المحتل وأن يكون السيد محمد حسن الأمين في مقدمة المواجهين للاحتلال، لقد وقف السيد الأمين الى جانب سماحة مفتي صيدا آنذاك المرحوم الشيخ محمد سليم جلال الدين وممثلي الحركة الوطنية وتصدوا جميعاً للاحتلال الاسرائيلي. لقد كان السيد الأمين من المبادرين الى جانب الوطنيين الآخرين في اتخاذ الموقف الوطني في مدينتنا'.
ويزيد:' بعد مرور سنوات طوال، وعندما نتحدث عن فترة الاحتلال الاسرائيلي وعندما نذكر اسماء المقاومين الأوائل ومنهم السيد الأمين، فإنهم لم يكونوا جنوداً مجهولين، بل كانوا ضباطاً كباراً على الرغم من الإمكانيات المتواضعة آنذاك وكان صوتهم عالياً وموقفهم صارخاً ضد الاحتلال الاسرائيلي، ومن أرض هذه المدينة قال الجميع لا للاحتلال الاسرائيلي، قالها المسيحي والمسلم والسني والشيعي وجميع المقيمين في المدينة، لأنهم جميعهم كانوا في هذا المناخ المشرف'.
يصمت المفتي سوسان قليلاً وينظر الى أعلى قبل أن يتابع بالقول:' الآن اتذكر اجمل صفات السيد الأمين وهي أسلوبه في الحوار وفي المناقشة وصولاً الى الموقف الصحيح، لم يكن عنيداً في رأيه بل كان صلباً في مواقفه الوطنية. كان يناقش بهدوء وموضوعية ويبدي رأيه وتطمئن لرأيه عندما تسمعه ولحديثه عندما تجلس معه. كان يحترم نفسه ويحترم الآخرين صغاراً كانوا او كباراً'.