اخبار لبنان
موقع كل يوم -وزارة الإعلام اللبنانية
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
لبى وزير الاعلام المحامي د. بول مرقص الدعوة إلى مؤتمر نقاش عقد في فندق 'لو غبريال' تحت عنوان رفضا لاجتزاء الحقيقة والتضليل الذي يمارس في بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
شارك في المؤتمر النائب سعيد الأسمر ،الباحث في 'الدولية للمعلومات' محمد شمس الدين والإعلامي سيمون ابو فاضل، الاعلامي وليد عبود وإعلاميون من وسائل اعلام مختلفة وناشطون.
وألقى مرقص كلمة قال فيها: 'أود أن استعيد بأمانة ما كتبته بالأمس القريب لمناسبة اليوم العالمي التاسع والخمسين لوسائل الإعلام في المجلس الكاثوليكي للاعلام، حين تكلمت ولم يكن ثمة حدث محدد. بل كانت كلمة مبدئية. قلت يومها:
تأتي هذه المناسبة سنويا لتنتزع منا السؤال وتستحثّ التفكير: هل ما نشهده اليوم هو حقا تواصل؟
هل هو إعلام أو تضليل؟ هل هو فكر أم ترهيب؟
تبدو الاسئلة صادمة، لكن الواقع يستدعي طرحها والتفكّر مليا قبل الإجابة، في ضوء ما تحفل به وسائل التواصل الاجتماعي- ولنقُل بعضها أو الكثير منها منعا للتعميم- من تضليل واجتزاء وتحوير، وصولا إلى الترهيب.
ولعلّ المقاربة الفضلى للموضوع تنطلق من دعوة رسالة قداسة البابا الراحل فرنسيس إلى 'نزع سلاح الإعلام وتطهير التواصل من كل روح عدوانية'.
فإذا كان التواصل سلاحا، وهو كذلك، فالأجدى أن نستخدمه لمحاربة المواقف العدوانية ولصدّ خطاب الكراهية، عوض إشعال المعارك وتغذية الحروب الكلامية، والحرب أولها كلام، والكلام يُفترض ان يكون حكيما ومسؤولا'.
واضاف: 'في هذا المجال نجد أنفسنا معنيين، من باب أولى، بالحديث عن الحرية التي يساء استخدامها، فتجنح إلى الكلام الهدّام بدل التبشير بالأمل، والحضّ على الرجاء، والعمل للسلام. وما الحرية إلا انعكاس للحقيقة وترجمة للمسؤولية المنوطة بكل إعلامي وصحافي'.
وتابع: 'لقد اصطُلح على تسمية وسائل التواصل الاجتماعي بالإعلام الجديد، أو البديل. بصرف النظر عن صحة هذه التسمية، فلنعتمد الجانب الإيجابي منها، بمعنى أنه إذا كان من جديد أو بديل أو حديث، فليكن ذا جودة ومحتوى وقيمة تليق بناقلها وبالمتلقي في آن واحد.
ودعونا عندما نقارب أي حدث أو موضوع أو نقاش عبر وسائل التواصل، نضع هدفا ساميا نصب أعيننا يحاكي الحقيقة ويلتصق لها، ألا وهو الامانة المهنية.
ومن هذه الامانة تتظهّر الصدقية وتتبلور وتترسخ، فتأتي رسالتنا الإعلامية طبق إلهامات الضمير، ولا تجنح إلى التضليل والترهيب الفكري'.
ولفت إلى أن 'هذه الإشارات تبدو بديهية وبسيطة لكل إعلامي وإعلامية، إلا أنها في الواقع عميقة جدا في دلالاتها وكثيفة في معانيها وبليغة في مفاعيلها وأبعادها.
صحيح أن الإعلام مرآة الواقع، لكن المرآة تظهر الحقيقة كما هي، وتظهّرها من دون زيادة ولا نقصان ولا تدخّل. الحقيقة العارية من كل انتماء والخالية من كل لون. الحقيقة كما هي في الواقع، لا كما نريدها نحن او نتمناها، ولا كما تراها جماعتنا او طائفتنا او معشرنا او حزبنا. الحقيقة اللصيقة بالضمير المهني، لا النابعة من الرأي السياسي او العقائدي او الانتماء الفئوي'.
وإذ أكد أنه 'وزير إعلام لكل لبنان لا لجزء منه'، دعا وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن 'تبقى أداة التقاء وحوار ونقاش إيجابي، فلا تنحرف إلى دور المشرذِم والمحرّض والمفتن. ولهذه الغاية، يبدو الأمر في غاية البساطة. فلنقُل الكلمة الحلوة سريعا قبل أن تفقد حلاوتها، ولنحتفظ في المقابل بالكلمة المرّة ريثما تزول مرارتها…
ولنتّخذ مثلث الامانة والصدقية والتجرّد دليلا لعملنا التواصلي الإعلامي، فلا نحيد عن طريق الحقيقة التي بها وحدها نبني مجتمعا سليما ومتزنا ومنفتحا وقابلا للحوار العقلانيّ'.