اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
في سهول منطقة البقاع الغربي وراشيا حيث يختبر الفلاح صبره أمام قسوة المناخ وقلة المياه تنبض الأرض بزراعة خضراء تحمل إسم المقتى.
خضار بسيطة في شكلها عظيمة في فوائدها تعتمد على مياه السماء وحدها لتكبر وتصل إلى موائد الناس بأسعار زهيدة، مانحة المزارعين فرصة رزق في زمن تتقلب فيه المواسم: 'نحن مبدئياً معتمدين على الزراعة البعلية بمنطقتنا، بنسبة أنه لا بوجد عنا آبار ارتوازية، فاعتمادنا دائماً على الزراعة البعلية، ومن ضمنها المقتى والكوسا وهذه الأشياء البعلية، فتتعتمد هذه الزراعة على فلاحة مرتبة وتنقية البذرة للزراعة، وكما ترون حضرتكم بطلع هذا المحصول عنه'.
بين خيوط الشمس الصباحية ينهمك الفلاحون في قطف ثمار المقتى التي تعرف بالزراعة على بعل، إذ لا تحتاج إلى ري اصطناعي ما يجعلها خياراً مثاليا ًفي مناطق تعاني من شح المياه: 'لا يوجد عندنا لا ماء ولا آبار ارتوازية ولا شيء، أقول لك إذا أردنا أن نشرب أو نغتسل لا يوجد عندنا ماء، فالمنطقة كلها محرومة من الماء، خاصة بلدنا لا يوجد آبار ارتوازية ولا شيء ولا نبع لذلك نعتمد على البعلي، ونواجه مشاكل أحياناً مثل هذه السنة لأن صار جفاف قليلاً، ولم تمطر كثيراً، ول يوجد الكثير من المقتى ولم تباع الكثير من 'السحارات' (صناديق توضيب الخضار)، وتأخر كذلك الندى حتى أنه لم يحدث، وهذا يقضى على شغل المقتى، ونحن نزرع بعد المقتى قمح، وبعد القمح نرجع نزيل القمح، ونفلح الأرض ونتركها إلى ثاني سنة لنزرع قمح، والبيع قليل'.
بين قساوة المناخ وندرة الموارد، تظل زراعة المقتى شاهدة على إرادة الفلاح في مواجهة التحديات، وعلى أرض تعطي رغم كل شيء، أما مستقبل هذه الزراعة فيبقى رهناً بالدعم الرسمي وتأمين الأسواق، حتى تبقى هذه الثمرة الخضراء رمزاً للعطاء البسيط المتجذر في أرض البعل.