اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٢ كانون الأول ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وبولين فاضل
في السر والعلن، تنشط اتصالات الرئاسة اللبنانية بالخارج وعلى أكثر من خط، وتأتي في مقدمتها اتصالات على أعلى المستويات بالدوائر الأميركية.
وبحسب معلومات رسمية أكيدة خاصة بـ«الأنباء»، فإن هذه الاتصالات آلت إلى وعد أميركي بالسعي إلى مساعدة لبنان في الدفع بمفاوضات لجنة «الميكانيزم» في جلستها المقررة يوم الجمعة المقبل في 19 الجاري، وهذا ما يجعل الجلسة هامة لناحية استشراف المسار التفاوضي المتوقف على الجانب الإسرائيلي. وبالتالي إما أن يأتي الإسرائيليون إلى الجلسة بالتعنت نفسه والتصلب نفسه، لاسيما لناحية الاشتراط بنزع سلاح «حزب الله» قبل أي حوار أو نقاش، وهذا يعني مراوحة المفاوضات مكانها، وإما أن يخرق الإسرائيليون تصلبهم ببعض التقدم في التفاوض.
ويترقب لبنان هذا الموعد من جلسات «الميكانيزم»، ويعول على ترجمة للوعد الأميركي بالمساعدة للانتقال إلى مرحلة إيجابية، والخروج من المراوحة، التي يخشى ان تنعكس تعطيلا لعمل اللجنة في اجتماعها الثاني، بعد مشاركة مفاوضين مدنيين من قبل لبنان (السفير سيمون كرم) وإسرائيل (أوري رزنيك).
وبحسب ما قال مصدر رئاسي رسمي لـ«الأنباء»، فإن لبنان سيحمل إلى هذه الجلسة ورقة من أربعة بنود هي أولويات لديه، أولها وقف الاعتداءات الإسرائيلية بشكل فوري وكامل، إنهاء الاحتلال بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة، إطلاق الأسرى وتثبيت الخط الأزرق.
وعما إذا كان لبنان الرسمي قد تلقى معطيات بضربة إسرائيلية متوقعة، قال المصدر نفسه: «ما من قلق أو خوف في هذا الإطار»، نافيا ما أشيع عن طلب لبنان من سلطنة عمان القيام بالتدخل لمنع ما يتردد عن ضربة إسرائيلية، مع الإشارة إلى أن الرئيس العماد جوزف عون وفي زيارته الرسمية الأخيرة إلى السلطنة، أشاد بحيادها الإيجابي وناقش مع مسؤوليها أمورا تتعلق بالتعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقات بين البلدين.
باختصار، لا ينظر لبنان الرسمي بعين الخوف إلى التهديدات الإسرائيلية، والتحذيرات الدولية والعربية بحرب وشيكة عبارة عن ضربات سريعة، بقدر ما يعول على ما يبذله من جهود لإطلاق المفاوضات في الناقورة وتحريكها، لإحداث الخرق المتوقع من قبله، خصوصا ان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024 لم يسر كما يجب، وأخذت إسرائيل منه إطلاق يدها آحاديا لاستمرار الحرب، من بوابة منع «حزب الله» من إعادة بناء قدراته.
وبين الاتصالات التي يواظب عليها رئيس الجمهورية، والحركة الأميركية عبر السفير ميشال عيسى باتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ينتظر لبنان اجتماع «الميكانيزم» وقبله بيوم واحد لقاء باريس الدولي الرباعي بمشاركة فرنسية ـ أميركية ـ سعودية - لبنانية، في محاولة جدية لإطلاق مؤتمر خاص بدعم الجيش اللبناني، لتعزيز أفراده ومده بالعتاد للقيام بالمهام الكثيرة المطلوبة منه، سواء في الداخل أو على الحدود مع إسرائيل وسورية.
الرئيس جوزف عون قال أمام وفد «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين» إن «عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات، وأن الاتصالات مستمرة لإطلاقهم، آملا الوصول إلى نتائج إيجابية في أسرع وقت ممكن».
السفير المصري في لبنان علاء موسى أكد من قصر بعبدا، أن «المؤشرات تدل على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد انفراجات تعمل عليها مصر عبر اتصالات مكثفة تهدف إلى تخفيف التوتر وتجنيب لبنان شبح الحرب».
وأوضح موسى أن «فرص الحوار قائمة، وأن هناك محاولات لإيجاد أرضية مشتركة يمكن البناء عليها لاتخاذ خطوات مستقبلية»، لافتا إلى أن «الدولة اللبنانية قامت بخطوات إيجابية خلال الفترة الماضية، ولاسيما عبر تعيين السفير سيمون كرم في لجنة الميكانيزم، وهي خطوة لاقت تفاعلا إيجابيا من الأطراف المعنية، «وسيبنى عليها في المرحلة المقبلة».
كما أعلن أن «زيارة رئيس الوزراء المصري د.مصطفى مدبولي بيروت الأسبوع المقبل تهدف إلى مواصلة تبادل رسائل الدعم للبنان، آملا أن تفضي هذه الجهود إلى نتائج ملموسة».
وفي الشأن الصحي الذي يعني اللبنانيين جميعا، أكد رئيس الحكومة نواف سلام من السرايا الحكومي خلال احتفال إطلاق تجهيز المستشفيات الحكومية في أن «الحكومة لن تسمح بأن ينتظر أي مريض لساعات أمام المستشفيات أو أن يحرم من الدخول إليها لأنه عاجز عن الدفع». ولفت إلى أنه «رغم حجم الأزمات تبقى القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية في لبنان أفضل بكثير من عدد من دول العالم». ورأى سلام «ان القطاع الصحي في لبنان كان الضامن الأول في حق الناس بالحياة وصمد أمام الأزمات ولم تتوقف الخدمة ولم تتراجع الكفاءة».
في يوميات الجنوب، أعلن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات على مرتفعات الجبل الرفيع ومحيط بلدات سجد والريحان وعرمتى وأطراف جباع في منطقة إقليم التفاح، وبين بلدات أنصار والزرارية وتفاحتا والبيسارية، وقال إنها استهدفت مجمعات لـ«حزب الله». كذلك أحصيت أربع غارات على المحمودية والجرمق قرب العيشية في منطقة جزين. وهزت أصوات الانفجارات المنطقة وصولا إلى أمكنة بعيدة في الجنوب، وأمكن مشاهدة سحب الدخان الرمادية التي ارتفعت في أماكن عدة. وتوسعت الغارات وصولا إلى وادي زلايا في البقاع الغربي.











































































