اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
منذ عام 2019 والأمور تبدّلت في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرّة في لبنان، لذلك أصبحت ممارسة الهوايات مكلفة نتيجة تدهور القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار بشكلٍ كبيرٍ. فما هي الهوايات التي تأثرت بالأزمة المالية؟
تأثير الأزمة الاقتصادية على الهوايات
بينما أصبحت ممارسة الهوايات في لبنان أكثر تكلفة بسبب الأزمة الاقتصادية، إلّا أنّ هناك فرصًا للتكيّف والابتكار من خلال البحث عن بدائل وفيرة. ولأنّ الأزمة خلقت نوعا من الكآبة لدى النّاس، من البديهي التفتيش على طرق آمنة ومُحبّبة من أجل الترفيه والتسلية. ولكن ما هي الهوايات التي أصبحت حكرًا على الأغنياء فقط؟
ركوب الخيل
تعتبر هواية ركوب الخيل واحدة من الهوايات التي تأثرت بشدّة بالأزمة الاقتصادية في لبنان، لعدّة أسبابٍ ومنها، ارتفاع كلفة إيواء الخيول فالعلف والأدوية البيطرية معظمها مستوردة وأسعارها تضاعفت. وأيضًا أجور العاملين في الإسطبلات ارتفعت لتتناسب مع غلاء المعيشة. أما أسعار الدروس والجلسات ارتفعت كثيرًا لتتراوح ما بين الـ100 والـ250 دولارا للساعة الواحدة. فالخيل اللبناني المحلي (الألف): تتراوح أسعارها بين 30,000 و40,000 دولار أمريكي. أما الخيول العربية الأصيلة (واهو): تبدأ أسعارها من 20,000 دولار وقد تتجاوز مليون دولار لبعض الأنواع. الخيول المستخدمة للتلقيح (الفحول): تبدأ أسعارها من 100,000 دولار وتصل إلى أرقام أعلى حسب السلالة والجودة.
إطعام الحصان: تتراوح تكلفته بين 300 و400 دولار أميركي شهريًا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة. والعناية البيطرية: تتراوح تكلفتها بين 2,000,000 و4,000,000 ليرة لبنانية لكل حصان، حسب نوع العلاج والخدمات المطلوبة، بحسب مصادر مطّلعة.
الرسم والفنون التشكيلية
تأثرت هذه الهواية بسبب إرتفاع أسعار الألوان، اللوحات، الفُرش، والمواد المستوردة. لذلك، لجأ العديد من الفنانين إلى موادٍ بديلةٍ أو معاد تدويرها. فعلى سبيل المثال، شهدت أسعار أدوات الرسم زيادات ملحوظة. مثلا قلم الرصاص الذي كان يباع بـ500 ل.ل. أصبح اليوم بـ100000 ل.ل.
وفي الفترة الأخيرة، شهدت أسعار المواد الفنية مثل الألوان الزيتية، الفرش، والأوراق ارتفاعًا ملحوظًا. فارتفعت أسعار السلع في لبنان بنسبة تصل إلى 70% ، خلال عام 2024، نتيجة لعّدة عوامل منها ارتفاع تكاليف الشحن، الرسوم الجمركية، والتضخم العالمي. وهذا الارتفاع أثّر بشكلٍ مباشرٍ على قدرة الفنانين على شراء المواد اللازمة لممارسة هوايتهم.
وفي الآونة الأخيرة، أجرى مركز الدراسات اللبنانية دراسة تناولت تأثير الأزمة الاقتصادية على الصناعات الثقافية والإبداعية في لبنان. وأظهرت الدراسة أن هذه الصناعات تعاني من نقص في التمويل، قلة الدعم الحكومي، ومشاكل تتعلق بحقوق الملكية الفكرية. كما تم التأكيد على أهمية التعاون الدولي، المنصات الرقمية، والسياحة الثقافية كسبل لدعم هذه الصناعات.
وأظهرت دراسة أخرى، أعدّها الدكتور وليد مرعيش، أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت، أن حوالي 60% من سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر نتيجة للأزمة الاقتصادية المستمرة. هذه الدراسة سلطت الضوء على تأثير الأزمة على القدرة الشرائية للأفراد، مما يؤثر بشكل غير مباشر على قدرتهم على ممارسة الهوايات مثل الرسم.
المطالعة
لأنّ الكتب المستوردة أصبحت غالية جدًا، لجأ البعض إلى تبادل الكتب أو تحميل النسخ الإلكترونية المجانية. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، فمنذ حوالي الـ10 سنوات، انخفض معدّل شراء الكتب. ووفقًا لتقرير صادر عن مركز التجارة الإلكترونية EC CDB، وصل سوق الكتب الإلكترونية في لبنان إلى 2.6 مليون دولار أمريكي في عام 2024، مع معدل نمو سنوي مركب قدره 3.3% حتى عام 2028. وإذا دلّ هذا الأمر على شيء، دلّ على تراجع طفيف في المبيعات مقارنة بالسنوات السابقة، مما يعكس تأثير الأزمة الاقتصادية على قدرة الأفراد على شراء الكتب.