اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في آخر الرحلة،
حين نغلق الأبواب وراءنا واحداً تلو الآخر،
ندرك ببطءٍ أن لا بيتَ ينتظرنا.
أننا كنا نبحث عن مأوى في أماكن لا تحتمل السكن،
وفي قلوبٍ لا تُعِيدنا إلينا.
كل ما حولنا يتبدّل،
الأصوات، الوجوه، الضوء الذي كنا نظنه أبديًّا.
حتى المدن التي حلمنا بالبقاء فيها،
تتغيّر مثلنا، وتنسى مثلنا.
نحن والعالم نسير في اتجاهين متوازيين لا يلتقيان،
كلٌّ يبحث عن خلاصه بطريقته.
لا ملاذ لنا في هذا العالم...
لكن في هذه الحقيقة شيء يشبه الطمأنينة.
فحين لا يعود هناك ما نتمسّك به،
نصير خفافاً كهواء الفجر،
نحمل قلوبنا ونسير،
لا نطلب من الطريق سوى أن يسمح لنا بالعبور.
ربما الملاذ ليس مكاناً،
ولا حضناً،
ولا وعداً بالبقاء،
بل هو لحظةُ صدقٍ عابرة،
حين نرى أنفسنا كما نحن:
هشّين، لكننا لا نخاف،
متعبين، لكننا مستمرّون.
لا ملاذ لنا في هذا العالم،
لكن في أعماقنا،
مكان صغير لا يعرف الانكسار.
هناك، حيث الصمت يشبه الصلاة،
والوجع يتحوّل إلى نورٍ خافت،
نجد ما يشبه النجاة.
نعم، لا ملاذ لنا في هذا العالم،
لكننا رغم ذلك نحبّه،
ونمشي فيه بأرواحٍ منفتحة،
كمن يعرف أن الجمال لا يحتاج إلى أمان،
بل إلى قلبٍ يراه،
ولو للحظةٍ واحدة،
قبل أن يرحل كلّ شيء.
نرمين الخنسا











































































