اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
أعادت القيادة الشمالية الإسرائيلية نشر قواتها على الحدود مع لبنان، وذلك على نحو يبرز ثلاث ملاحظات أساسية هامة:
الملاحظة الأولى أن إعادة الانتشار التي قامت به الجبهة الشمالية يوحي بأن إسرائيل تعمل للحفاظ على الوضع العسكري والأمني القائم على الحدود مع لبنان، وليس القيام بمناورات برية أو عسكرية جديدة.
يلاحظ هنا أن إسرائيل سحبت الفرقة الأكبر من بين كل فرق الاحتياط في الجيش الإسرائيلي (فرقة ١٤٦) التي كانت نشرتها بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وحلت مكانها الفرقة ٩١ (فرقة الجليل) التي كانت موجودة على الحدود مع لبنان قبل حرب إسناد غزة.
باختصار فإن هذا التبديل العسكري يوحي بشكل عام بأن إسرائيل تعيد ترتيبها العسكري على الحدود مع لبنان إلى نقطة ما كان سارياً قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
الملاحظة الثانية مفادها التالي: صحيح أن إسرائيل أعادت فرقة الجليل إلى حدودها مع لبنان؛ ولكنها بنفس الوقت قامت بإجراء تحديث وتغييرات على هذه الفرقة بحيث أضافت إليها ثلاثة ألوية جديدة؛ وشكلت كتائبها على نحو تصبح قادرة على التكيف مع تنفيذ مهمات طارئة؛ وهذا الأمر يعني أن إسرائيل تعود لحماية واقع عسكري وأمني جديد أنشأته على الحدود مع لبنان؛ وهذا الواقع الجديد هو الذي أملى تحديث فرقة الجليل بحيث تصبح قادرة على أن تؤدي مهاماً جديدة إضافة إلى مهامها القديمة.
الملاحظة الثالثة تتمثل أنه بمقابل إعلان القيادة الشمالية إعادة فرقة الجليل إلى الحدود مع لبنان، فإن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي صرح بأن المهمة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان لم تنته بعد؛ وعليه فإنه بينما أن القيادة العسكرية الإسرائيلية الشمالية تقول أنه تم إعادة الجبهة مع لبنان إلى واقع ما قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ مع تعزيزات لفرقة الجليل تناسب مهمة الحفاظ على 'مكاسب الحرب'، فإن قائد الجيش الإسرائيلي زامير يقول أن مهمة الحرب مع لبنان لم تنته بعد رغم سحب الفرقة ١٤٦ وإعادة الفرقة ٩١ إلى الحدود مع لبنان.
وهذا التباعد في المعنى بين قيادة الشمال ورئاسة الأركان، إنما يؤشر إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل الذي يمثله نتنياهو لا يزال في مربع إمكانية تجديد الحرب على لبنان ارتباطاً بتطورات إقليمية قد تحدث وبمقدمها مجريات التفاوض الإيراني الأميركي.