اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل..
غنوه دريان…
'هو المفروض إن كل الناس تبقى شبه حسين فهمي او آلان ديلون ’تساءل عادل إمام مستنكراً، في لقاء تلفزيوني شهير يحتفي بتربعه على عرش النجومية في فترة الثمانينياتوتقديمه كبطل رومانسي، رغم ابتعاده عن مقاييس الوسامة التقليدية. رجل لا يشبه فتيان الأحلام كما عرفهم جمهور السينما، لكنه فرض صورته الخاصة ليصبح بطلاً من نوع آخر.
'حدث في الثمانينيات تغير عميق في صورة النجم، حتى أن نجوماً مثل محمود عبد العزيز ونور الشريف تخليا عمداً عن الوسامة التقليدية، بينما ظهر نجوم جدد مثل أحمد زكي يقتربون كثيراً من التجسيد الجسماني والنفسي والطبقي لجمهور جديد، يبحث عن لقمة العيش، وسط ظروف تزداد صعوبة'.
التقط عادل إمام إشارات هذا التغير مبكراً، 'وانتقل من شخصية (المضحك).. إلى تصوير الرجل العادي، الذي ينتمي إلى الطبقة الوسطى، أو إلى حضيض المجتمع أحيانًا'. شَكَلَ مسلسل 'أحلام الفتى الطائر' (1978) نقطة تحول مهمة فى تلك المرحلة، إذ أتاح له إظهار جوانب مختلفة من قدراته التمثيلية عبر شخصية رمادية تقترف أخطاءً، لكن لديها ما يكفي من النبل الإنساني لكسب الجمهور.
كذلك اتجه إلى تقديم أفلام تنتمي لتصنيف الكوميديا الرومانسية تبرزه في صورة الحبيب الممكن، البعيد عن الفارس المثالي، لكنه بخفة ظله وشهامته في الأوقات الصعبة يسرق قلب من معه، ويجعلها مستعدة للتضحية من أجله
في مطلع الثمانينيات، كان إمام بحاجة إلى ما يُثبت أقدامه في الأدوار الدرامية، وقد جاءته الفرصة عندما آمن المنتج واصف فايز بقدرته على تصّدر بطولة فيلم 'المشبوه' (1981). صحيح أن المخرج سمير سيف لم يكن مقتنعاً به في بادئ الأمر، لكن رأيه تغير بعد أن وقعت عيناه على صورة لعادل متجهماً في إحدى المجلات.
بينما كان المناخ السينمائي على أعتاب تحول 'موجة الواقعية الجديدة' التي جعلت المهمشين أبطال أفلامها، كان عادل إمام يختار أدواراً تخاطب شرائح مختلفة من الجمهور، دون أن تبتعد عن حكايات الإنسان العادي الذي يرفض التخلي عن حقه في الحب والنجاة في ظل حراك اجتماعي واقتصادي محتدم. فتظهر الرومانسية هنا بوصفها شعوراً صادقاً ينبت من قلب الحياة اليومية، لا يحتاج إلى بطولات استثنائية، بل يكفيه الإصرار على العيش رغم كل شيء.
المشبوه' مقتبس عن الفيلم الأمريكي 'Once a Thief'نجح سمير سيف يحمل العمل كل المقومات التي تجعله من أفضل أفلام الحركة المصرية، لكن في عمقه قصة حب بالغة الرقة نتورط معها من المشهد الأول وحتى النهاية ينضم عادل إمام هنا إلى قائمة من خطفوا قلب سعاد حسني على الشاشة، لكن حكايتهما تنبض بروح شعبية، بعيدة عن بريق الرفاهية؛يُكرر الثنائي التجربة في 'حب في الزنزانة' (1983) إخراج محمد فاضل وسيناريو إبراهيم الموجي، الذي ينسج حكاية تمس واقع البسطاء وتحمل بين رومانسيتها العذبة نقداً جريئاً لسياسات الانفتاح. يؤدي عادل إمام دور 'صلاح'، العامل الذي يعترف بجريمة لم يرتكبها، متستراً على رجل أعمال مقابل امتيازات مادية، وحين يصدر الحكم يُفاجئ بتعرضه للخداع ويغرق في أحزانه التي لا يبددها سوى الحب.