"وجه لبنان الجميل"؟ مفاجأة في اليوم اللبناني للمحميات..

'وجه لبنان الجميل'؟ مفاجأة في اليوم اللبناني للمحميات..

تولي وزارة البيئة اللبنانية أهمية كبيرة في تطوير قدرات وامكانيات المحميات الطبيعية ومحميات المحيط الحيوي لتتمكن من لعب دورها الأساسي في حماية الطبيعة وتفعيل علاقة الانسان بها، كما وفي تطوير الاقتصاد المحلي المبني على الموارد الطبيعية المستدامة.

أينما حللت ودست تلفي نفسك في مكانٍ سالبٍ للأنظار والألباب.. 'لبنان يا قطعة سما'،كما غنّاها المطرب اللبناني الراحل وديع الصافي من كلمات يونس الإبن، ترنو إلى مسامعك فتشنّف أذنيك مع مشهديات الطبيعة الأم.

حبا الله لبنان بطبيعة غنّاء وتضاريس لافتة، بينما يغلفه مناخُ مناسب لقضاء أوقاتٍ متعددة الأوجه.

لك أن ترافق 'قادوميات' الطبيعة التي تجعلك تختال بين أشجارٍ متعددة الأشكال والأحجام في محمياتٍ تمتد على مساحة 10452 كلم2، وفي مقدمها ما يميّز لبنان 'الأرزة' وهي رمزُ علمه.

لك أن تزور معالمه السياحية والأثرية المتعددة المشارب التاريخية الضاربة في القدم، لك أن تهجع إلى كنائسه ومساجده ومعابده التي تشكّل 'قوس قزحٍ' متعدد...

يكفيك أن تقطع مسافة لا تزيد عن الساعة لتلامس زذاذ بحره، بعدما كنت قبل لحظات في كنف ثلجه..

لك أن تسبح في مياه المتوسط وتمخر عباب مركبٍ أو سفينة تمخر بها 'قفشات' الموج في اليوم نفسه، بعدما كنت تمارس التزلج الثلجي للتوّ على ثرى جباله!

يكفيه عزّاً..

هذا 'اللبنان' الجامع لكل ما في هذا العالم من مكوّنات و'أحجيات' وربما 'تناقضات'، يرفل أيضاً برجالات علمٍ وأدب وابتكار وابداع، وهو ينهض ببوتقته الواحدة، في المحن والملمات الكبرى، يكفيه عزًاً أنه هزم العدوين الإسرائيلي والتكفيري وأخرجهما من أرضه.

من قال إن قطاعه العام لا يعمل؟ ربما (وقد أثبتت التجارب ذلك) بوجود فاعلين، حاثين محفزين، يتم جترح معجزات، ومن هؤلاء وزراء فاعلون في الحكومة اللبنانية، كوزير البيئة د. ناصر ياسين مثلاً، وربما مع وجود المجتمع الأهلي والبلديات نحافظ على 'وجه لبنان الجميل' كما تسميه وزارة البيئة، عبر إبراز هذه الجماليات والمحميات مثل: 'أرز الشوف، أرز تنورين، جبل موسى، حرج إهدن، جبل حرمون، وادي الحجير، شاطىء صور، شننعير، بنتاعل، وغيرها.

ولك أن تزرع شجرة باسمك وباسم من تراه مناسباً، كما هو الحال في محمية 'أرز الشوف' كبرى محميات لبنان والمنطقة، فتساهم في الحفاظ على البساط الأخضر، وطبعاً ستلقى الاهتمام اللازم من قبل المسؤولين في المحميات كما يقوم مدير محمية الشوف د. نزار هاني وفريقه.

فبمناسبة اليوم الوطني للمحميات الطبيعية في 10 اذار/ مارس الحالي، أعلن وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين أن المحميات الطبيعية في لبنان ستفتح ابوابها مجانًا يوم الأحد 10 اذار 2024 لمحبي الطبيعة وطلاب المدراس والاندية والجمعيات والمواطنين والمواطنات الراغبين بقضاء يوم جميل والتعرف على محميات لبنان وغناها الطبيعي، لا سيما المحميات التالية الجاهزة لاستقبال الزوار في هذا الوقت من العام: أرز الشوف، أرز تنورين، حرج اهدن، بنتاعل، شننعير، شاطئ صور، اليمونة، ومحمية جبل موسى المحيط الحيوي.

وقد وضعت وزارة البيئة بالتعاون مع لجان المحميات لائحة بالنشاطات والفاعليات التي ستنظمها مختلف المحميات الطبيعية في لبنان احتفالاً بهذا اليوم الوطني، والتي تمتد على مدار الأسبوع والتي ستتضمن من ضمنها دعوة طلاب المدراس والجامعات إلى زيارة المحميات الطبيعية.

ياسين: المحميات رئة المدن

وفي هذه المناسبة، أعلن وزير البيئة: 'اننا نحتفل باليوم الوطني للمحميات الطبيعية في ظل ظروف صعبة تمر بها بلادنا، ولكن لا بد من ان نسلّط الضوء على أهمية المحميات الطبيعية والمواقع الطبيعية وكذلك الممرات الايكوليوجية التي تربط بينها كونها مكونات اساسية لتأمين التواصل البيئي والاجتماعي بين المناطق المحمية ما يؤدي الى تحسين الظروف البيئية والاجتماعية والمعيشية في لبنان، فالمناطق المحمية والممرات الايكولوجية تساهم بتأمين بيئة سليمة ومياه وافرة وتربة خصبة وتنوع بيولوجي غني يخدم التطورالبيئي والاقتصادي المحلي ويساعد على التصدي للتغير المناخي'.

واضاف: 'تولي وزارة البيئة أهمية كبيرة في تطوير قدرات وامكانيات المحميات الطبيعية ومحميات المحيط الحيوي الثمانية عشر لتتمكن من لعب دورها الاساسي في حماية الطبيعة وتفعيل علاقة الانسان بها، كما وفي تطوير الاقتصاد المحلي المبني على الموارد الطبيعية المستدامة.

واخترنا أن نحتفل باليوم الوطني هذا العام من محمية شننعير الطبيعية في كسروان لتسليط الضوء على المحميات التي لم تنل نصيبها من الإعلام رغم جمالها وقربها كمحمية حرجية من المناطق السكنية الساحلية ومن العاصمة بيروت، ودورها الفاعل كرئة للمدن.

وكذلك تطوير المواقع الطبيعية وهي رديف للمحميات حيث ننعمل جاهدين على تطوير سبل إدارة هذه المواقع تتناسب مع تداخلها والمناطق السكنية والاقتصادية ونأمل أن نراها في المستقبل القريب تلعب دورها بتطوير الوعي البيئي والاقتصاد الأخضر في محيطها.'

وأشار الوزير إلى أننا 'ان هذه العام نضيء على أهمية الممرات الايكولوجية والمسارات الطبيعية، كالممر الحيوي الاجتماعي الذي يمتد من شمال لبنان الى قضاء الشوف والممر الإيكولوجي الذي اطلقته وزارة البيئة العام الماضي لوصل محمية أرز الشوف والبقاع الغربي وراشيا ومحمية جبل حرمون، ومسار درب الجبل اللبناني الذي يربط جبال لبنان من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، والمسار الجيولوجي الجديد في محمية 'أرز جاح' وآخر سيتم افتتاحه في عكار، وغيرها من الامثلة التي تساعد على زيادة التواصل بين النظم الايكولوجية والمجتمعات المحلية التي تعيش في محيطها، من أجل تأمين استدامة وتطور لهذه الانظمة و للمجتمعات المحلية على حد سواء '.