اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
تشهد الساحة الدبلوماسية اللبنانية حركةً نشطةً ومتوازنةً، إذ يبدو أن الحراك اللبناني تجاه الدول العربية والصديقة، لا سيما سوريا وفرنسا، قد أثمر تجاوبًا متبادلًا.
ووفق معلومات 'اللواء'، فقد تسرّبت من دمشق أن وفدًا وزاريًا وأمنيًا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيزور لبنان نهاية الشهر الحالي، لبحث ملفاتٍ أمنيةٍ وحدوديةٍ واقتصاديةٍ، إلى جانب ملف إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
في المقابل، أعلن السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو أنّ المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل بعد عيد الأضحى، لمتابعة البحث مع المسؤولين اللبنانيين في مواضيع ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما الإصلاحات وإعادة الإعمار.
وكان السفير الأميركي السابق ديفيد هيل قد وصل إلى لبنان أمس، والتقى الرئيس نواف سلام، وعبّر عن تفاؤله بالخطوات التي تنتهجها السلطات اللبنانية في هذه المرحلة.
في حين استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون وفد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي، يرافقه سفير فرنسا.
وأبلغ عون الوفد الذي زاره أمس في قصر بعبدا برفقة السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، بأن لبنان نفذ اتفاق وقف النار في الجنوب بكل حذافيره، والجيش انتشر بنسبة تفوق 85 في المئة في منطقة جنوب الليطاني، وهو يتعاون مع قوة 'اليونيفيل' لتطبيق القرار 1701 ومتمّماته لجهة حصر السلاح في يد القوى المسلحة اللبنانية، مشيرًا إلى أن ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار إسرائيل في التواجد في التلال الخمس وعدم إطلاق الأسرى اللبنانيين، إضافة إلى استمرارها في الأعمال الحربية.
كما أكد عون أن الوضع في الجنوب هو من الأولويات، ولبنان طالب المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، راعيي اتفاق وقف الأعمال العدائية، بالضغط على إسرائيل كي تنسحب من الأراضي اللبنانية.
في هذا السياق، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي الوفد الفرنسي، وأطلع الوزير رجّي أعضاء الوفد على مستجدات الأوضاع في لبنان وجهود الحكومة لتحرير الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وحصر السلاح بيد الدولة، وتنفيذ الإصلاحات الضرورية. كما تناول اللقاء قضية النزوح السوري ومسألة إعادة الإعمار، والتمديد لقوات 'اليونيفيل'.
وأكد الوزير رجّي أن لبنان يعوّل كثيرًا على دعم فرنسا والدول الصديقة له للضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من الأراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها. وشدد على أهمية تغيير الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي مقاربتهما لملف النازحين السوريين والإقرار بضرورة بدء عودتهم إلى بلدهم بعدما تغيّرت الظروف في سوريا.
من جهتهم، قال أعضاء الوفد البرلماني الفرنسي إن زيارتهم إلى بيروت تأتي 'لتأكيد وقوف فرنسا وبرلمانها إلى جانب لبنان ودعم حكومته لتخطي الصعوبات الكبيرة التي يواجهها'.
إلى ذلك، أشارت مصادر نيابية لـ”هنا لبنان” إلى أن الوفد النيابي الفرنسي ركّز في محادثاته على ملفيْن: أولًا، الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة والتي يفترض أن تكون مدخلًا أساسيًا للمساعدات الخارجية للبنان ومنها الفرنسية. وثانيًا، التجديد لقوات “اليونيفيل” في آب المقبل، حيث تُجري فرنسا اتصالات دبلوماسية لعدم تعديل مهامّ القوات الدولية أو تخفيض عديدها في هذه الفترة.
ولفتت المصادر إلى أن لبنان شدّد أمام الوفد على ضرورة استمرار عمل اليونيفيل في الجنوب اللبناني، وعلى أهمية الدور الفرنسي في هذا الإطار، وأن لبنان متمسك ببقائها ودورها وحمايتها وفق الاتفاق الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وأوضحت المصادر أن الجانب اللبناني طلب من فرنسا إحياء جهودها لعقد مؤتمر دولي لدعم عملية إعادة الإعمار، وسط ما يُحكى عن محاولات لترتيب مؤتمر في شهر أيلول المقبل، يكون بداية الدعم الدولي لإعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.