اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
د. حمد الكواري:
الجامعة العربية اليوم بحاجة ماسة إلى إصلاح حقيقي
من أجل جامعة عربية فاعلة:
لا جمع بين المقر وجنسية الأمين
من أبرز عوامل ضعف المنظمات الإقليمية احتكار دولة المقر لمنصب الأمين العام، كما هو الحال في الجامعة العربية.
فقد أثبت الواقع أن الجمع بين جنسية الأمين العام وبلد المقر يُقيد استقلالية المنظمة، ويُضعف قدرتها على تمثيل جميع الدول الأعضاء بشكل متوازن.
وباعتباري عملت وتعاملت مع المنظمات بشتى أنواعها، فقد أدركت عن قرب ما يسببه هذا الجمع من اختلال في التوازن، وتراجع في الحياد، وتحوّل تدريجي للمنظمة إلى ذراعٍ إداري لدولة المقر، بدلًا من أن تكون منبرًا مشتركًا يعكس مصالح الجميع.
إن هذا الوضع يحول الأمانة العامة إلى جهاز تابع للدولة المضيفة، ويفقدها روح المبادرة والقدرة على الإنجاز. كما يقلص الحافز لدى الكفاءات من مختلف الدول، ويغيب التنافس للأفضل.
الجامعة العربية اليوم بحاجة ماسة إلى إصلاح حقيقي يبدأ بفصل المقر عن جنسية الأمين العام، وفتح المجال أمام جميع الدول الأعضاء لاختيار الأمين العام على أساس الكفاءة، لا الجنسية.
ومع كامل التقدير والمحبة لمصر العزيزة ودورها التاريخي المحوري، فإن المصلحة العربية العليا ومصلحة مصر نفسها تقتضي تجديدًا في النهج، ومشاركة أوسع في قيادة العمل العربي المشترك، لضمان منظمة فاعلة تمثل الجميع.
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء