طرابلس تُلملم كارثة الحريق.. الدفاع المدني ينعى شهداءه ودعوات لتأمين مأوى للأهالي

بعد أن استفاقت مدينة طرابلس، وتحديدًا منطقة الميناء، على هول الكارثة التي تسبّب بها الحريق الذي اندلع أمس في مستودع خردوات، والذي أدّى إلى انهيار مبنى الزيلع، شبّ حريق جديد اليوم، عند مستديرة السلام في المدينة.

في التفاصيل، اندلع حريق ضخم في ألواح الطاقة الشمسية على سطح 'كيوسك' عائد للمدعو 'خ.ب' عند مستديرة السلام في طرابلس، مما أدى إلى اشتعال الكيوسك بالكامل.

فيما اقتصر الحريق على الأضرار المادية، وعلمت فرق الدفاع المدني على إخماده.

أمّا في آخر مستجدات الحريق الذي اندلع أمس في مستودع أسفل مبنى الزيلع الذي انهار في منطقة الميناء، فقد أفادت المديرية العامة للدفاع المدني وزارة الداخلية والبلديات في بيان، عن 'استشهاد المتطوع الاختياري عبد الله محمد المهتدي، من عديد مركز الشمال الإقليمي، والمعاون في فوج إطفاء طرابلس خليل رمزي أشقر، من جراء انهيار مبنى الزيلع في منطقة الميناء- طرابلس، أثناء عملهما مع زملائهما من الدفاع المدني وفوج إطفاء طرابلس لإخماد النيران التي اندلعت في مستودع للخرضوات أسفل المبنى، والذي انهار بالكامل.

وفي التفاصيل، تلقت غرفة عمليات المديرية العامة للدفاع المدني قرابة الساعة 4:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 24-12-2024 بلاغًا عن اندلاع حريق في مستودع للخرضوات أسفل مبنى سكني في الميناء- طرابلس.

على الفور، توجهت فرق الدفاع المدني معززة بآليات ومعدات من عدة مراكز إلى الموقع، حيث عملت بداية على إخلاء المبنى من السكان، إضافة إلى المبنى المجاور الذي يحتوي على منشرة وخزانات مازوت حرصًا على سلامة القاطنين وتفادي كارثة أكبر.

خلال تنفيذ عمليات الإطفاء داخل المستودع الذي يحوي كميات كبيرة من المواد الملتهبة انهار المبنى بشكل مفاجئ، ما أدى إلى استشهاد العنصر في فوج إطفاء طرابلس خليل أشقر حيث فقد الاتصال به وتعرض المتطوع الاختياري عبد الله المهتدي لإصابة بالغة نتيجة الانهيار.

بناء على توجيهات وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي، حضر المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح إلى الموقع، وتابع شخصيًا عمليات رفع الأنقاض.

وبمتابعة حثيثة وتواصل مستمر مع الوزير مولوي، قد أسفرت العمليات التي نفذها عناصر الدفاع المدني عن إنقاذ المتطوع الاختياري عبد الله المهتدي، إلا أنه فارق الحياة لاحقًا في المستشفى متأثرًا بإصاباته.

وقرابة الساعة الرابعة فجرًا، تمكن عناصر الدفاع المدني من سحب جثمان الشهيد خليل أشقر المعاون في فوج إطفاء طرابلس.

كما تعرض ثلاثة عناصر من عديد مركز الشمال الإقليمي لإصابات متفرقة نقلوا على أثرها إلى مستشفى المظلوم في طرابلس، لتلقي العلاج اللازم وقد خرجوا منها صباح اليوم.

في هذه الأثناء، تواصل فرق الدفاع المدني، بالتعاون مع فوج إطفاء طرابلس، العمل على رفع الأنقاض للوصول إلى مصدر الحريق وإخماده بالكامل. وقد تمكن العناصر من الحيلولة دون امتداد النيران إلى المنشرة وخزانات المازوت المجاورة، مما جنب المنطقة كارثة محتملة'.

ياسين أسف لاستشهاد معاون وعنصر في حريق الميناء

من جانبه، أسف وزير البيئة منسق لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين لاستشهاد المعاون من فوج إطفاء طرابلس خليل أشقر والعنصر المتطوع في الدفاع المدني عبد الله محمد المهتدي، وقال: 'رحم الله خليل ورفيقه عبد الله اللذين استشهدا أمس أثناء قيامهما بواجبهم بإطفاء حريق الميناء – طرابلس'.

وأضاف: 'سنة 2024 كانت قاسية على العاملين في الدفاع المدني والإسعاف والإطفاء. منهم من قضى بغارات الاحتلال ومنهم نتيجة الإهمال. نسأل الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وليكن العام المقبل عام الاستثمار في الدفاع المدني وفرق الإطفاء والإسعاف والمستجيب الأول'.

ريفي: لتأمين أماكن سكن بديلة لأهالي المبنى المنهار

وعلى إثر الكارثة التي حلّت بمدينة طرابلس بالأمس وتحديدًا بأهالي مبنى الزيلع، توجه النائب أشرف ريفي بالتعزية لأهالي الشهيدين من عناصر الدفاع المدني وفوج إطفاء طرابلس عبد الله مهتدي وخليل الأشقر اللذَين استشهدا خلال تأدية واجبهما الإنساني في إطفاء الحريق والذي اندلع قبل ساعات في المبنى الذي انهار.

وقال: 'نسأل الله أن يتغمدهما بواسع رحمته ويُسكنهما فسيح جناته وأن يُلهم أهليهما الصبر والسلوان، كما وأتوجه بالعزاء لمدير عام الدفاع المدني'.

وطالب ريفي الدولة اللبنانية بـ 'ضرورة تأمين أماكن سكن بديلة لأهالي المبنى المنهار والذين باتوا اليوم بلا مأوى يقيهم برد الشتاء القارس، مقترحًا فتح أبواب فندق 'الكواليتي -إن' لاحتضانهم بشكلٍ سريع لحين تأمين المساكن البديلة'.

بدوره، كتب النائب طه ناجي عبر منصة 'إكس': 'ألم يعتصر القلب بعد مأساة الحريق الذي أدى إلى انهيار المبنى في مدينة الميناء. مرة جديدة رجال ‎الدفاع المدني في الصدارة لمواجهة المخاطر وفي المقدمة لمكافحة النيران. نسأل الله الشفاء للجرحى والرحمة لأبطال الدفاع المدني'.