اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٩ نيسان ٢٠٢٥
في واقعة مؤلمة هزّت الأوساط الأكاديمية والعلمية، كشف موسى مسرور، الأكاديمي السابق في شعبة الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير، عن كارثة تدمير إحدى المواقع الجيولوجية التي تقع بين ميدلت وميبلادن، مؤكداً أن “هذا الموقع كان يحتوي على آثار متحجرة لأقدام وأيادي البتيروزورات وآثار لديناصورات”.
وأوضح مسرور في تصريح لـ“العمق”، أن “هذا الموقع الذي يعتبر من بين الأندر في العالم، يحتوي على مستحاثات يمكن أن تكون ذات أهمية علمية كبيرة، ويتميز بأهمية علمية بالغة، لإحتواءه على العديد من ٱثار الديناصورات وٱثار البتيروزورات التي تعدّ من المواقع النادرة جدا، ليس فقط في المغرب، بل على مستوى العالم”.
وأشار الأكاديمي السابق في شعبة الجيولوجيا، أنهم “قاموا في أكتوبر سنة 2024، خلال مهمة ميدانية طويلة رفقة فريق الأستاذ فيليكس-بيريز لورينتي من جامعة لاريوخا بإسبانيا، بدراسة عدد من المواقع الجيولوجية ذات الأهمية الكبرى، لا سيما قرب دمنات، ثم في منطقة إملشيل، قبل أن يختتموا هذه المهمة بزيارة ودراسة موقع استثنائي يقع بين ميدلت وميبلادن”.
وسجل المتحدث ذاته إلى أنهم “خصصوا يومين كاملين لدراسة هذه الصخرة، حيث قاموا بقياسها بدقة وإلتقاط عدد كبير من الصور بهدف إعداد خريطة مفصلة للسطح الحامل للآثار، وإنجاز نموذج ثلاثي الأبعاد للموقع، وبعد عدة أشهر، تبين لهم أن هناك حاجة ماسة لصور إضافية لإتمام الدراسة”.
ولفت الأكاديمي مسرور إلى أنه “مع الأسف، وأثناء توجه أحد زملائهم من جامعة مكناس -وهو من بين المتعاونين معهم- إلى الموقع، صُدم حين اكتشف أن الصخرة التي تحمل الآثار قد تم قطعها وتخريبها، حيث تمت سرقتها بالكامل، ويُرجح أن من قام بذلك هم تجار مستحاثات”.
وطالب المصدر نفسه السلطات المختصة بـ“إتخاد خطوات عملية لحماية تراثه الجيولوجي والأثري، بإعتبار أن هذه هي الوسيلة الوحيدة المتبقية لحفظ ما تبقى من تراثنا الثمين، وضمان نقله للأجيال القادمة، مع وضع جرد وطني شامل لهذه المواقع، وتحديد تلك التي تستدعي حماية ميدانية فعلية من خلال التسييج والتأمين والمراقبة المستمرة”.