اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لا تزال الاسئلة تُطرح بشأن الغاء احد اهم اجتماعات قائد الجيش اللبناني العماد رودولوف هيكل، التي كانت مرتقبة في واشنطن، والتي أدت إلى الغاء هيكل زيارته إلى الولايات المتحدة الاميركية: لماذا اقدم الاميركيون على تلك الخطوة؟ هل هي استجابة لضغوط اسرائيلية، احتجاجاً على موقف العماد هيكل تجاه الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان؟ ام انها بسبب اشتراط الجيش انسحاب إسرائيل لاتمام خطة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، بشكلها الكامل؟ ام هي رسالة موجهة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون؟
بكل الحالات، يحق لواشنطن ان تلغي لقاءاتها، ويحق لقائد الجيش اللبناني الاّ يزور الولايات المتحدة الاميركية. لا يعني ذلك نهاية العلاقات بين الجيشين اللبناني والاميركي، انطلاقاً من مصالح اللبنانيين والأميركيين معاً، في بقاء التعاون العسكري، لمواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمها ملف الارهاب.
يستمر التعاون قائما، بكل اتجاه، رغم الانحياز الأميركي إلى جانب إسرائيل، تاريخياً. وينطلق قائد الجيش من واقعية لبنانية، وعقيدة عسكرية واضحة تجاه إسرائيل. لا يمكن لقيادة الجيش مخالفتها. واذا كان اللبنانيون يريدون بديلاً منها، فليقرروا ذلك وفق الاطر الدستورية والقرارات السياسية في مجلسي النواب والوزراء. وهنا لا يمكن لأي دولة صديقة او شقيقة، ان تطلب من الجيش التصرف، بعكس ما تنص عليه المواد الدستورية وقرارات السلطة السياسية في لبنان، وخصوصاً ازاء العدو. وماذا ينتظرون من الجيش اللبناني غير ذلك؟ هل يريدون منه الانقلاب على السلطة السياسية؟
تصرف العماد العماد هيكل وفق المسؤولية الوطنية، التي تقتضي ايضاً الحفاظ على المؤسسة العسكرية، التي تتشكّل من نسيج لبناني، غير قابل للمس به. وهو يشكل آخر قلاع لبنان الوطنية المنيعة. فلماذا يريدون من الجيش ان يخالف القرار السياسي، والعقيدة العسكرية، والتوازن الوطني؟ هل يعلمون مدى انعكاس ذلك على الجيش؟
إذا كان سياسيون لبنانيون، ممن يبخّون السموم في الخارج، يريدون استهداف رئيس الجمهورية وقيادة الجيش، لأسبابهم الخاصة، فإن لبنان ومؤسساته سيدفعون الثمن، في امن البلد ووحدة وصلابة مؤسساته السيادية.
توحي كل المعطيات، ان العماد هيكل على حق:
- الجيش ينفذ خطته العسكرية، لحصر السلاح، ضمن إمكانياته، لكن المطلوب ان تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، لاستكمال الانتشار.
- الجيش يلتزم بالقرارات السياسية التي اصدرها مجلس الوزراء، من دون انتقاص او تلكؤ.
- الجيش يقوم بكل واجباته، في محاربة الارهاب، ومكافحة المخدرات وملاحقة وتوقيف كبار تجّار الموت، ويدفع الدماء جرّاء ذلك.
- الجيش مكلّف بالدفاع عن بلده، تجاه اي عدوان او احتلال.
- الجيش يتعاون بشكل كبير مع لجنة ميكانيزم، ضمن مهامه المطلوبة منه.
واذا كان الاميركيون او غيرهم، يعتقدون نتيجة ضغط سيناتور متشدد، او وشايات لبنانية، انه يمكنهم معاقبة الجيش اللبناني، ستثبت كل المحطات، ان لبنان كله، يقف خلف الجيش، في اصطفاف وطني، غير قابل للاهتزاز. وهذا ما يجعل الاميركيون وغيرهم، يعيدون النظر فيما حصل، واعادة تصويب المسار، خصوصاً في ظل تنافس عواصم العالم الكبار، على جذب الدول إلى تحالفاتها.











































































