اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيروت ـ داود رمال
قال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ «الأنباء»: «ينفذ الجيش اللبناني اليوم مهام معقدة تتطلب مستوى عاليا من التنسيق مع الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. فملف حصرية السلاح بيد الدولة واستكمال الانتشار جنوب الليطاني وضبط الحدود مع سورية تعد محاور أساسية في الدعم الأميركي للجيش، وهو دعم ثابت واستراتيجي رغم أي ضجيج سياسي يطرأ من حين إلى آخر».
وأكد المصدر أن «الحملة الإسرائيلية الأخيرة وما رافقها من مواقف داخل بعض الدوائر في الكونغرس، شكلت مناخا غير ملائم للقاءات قائد الجيش العماد رودولف هيكل التي كانت مقررة في واشنطن، بعدما أبلغت بيروت بإلغاء عدد منها. واتخذت قيادة الجيش قرار التأجيل لتفادي انعقاد اجتماعات قد تتأثر بهذه الضغوط، ولإبقاء الزيارة في إطارها الطبيعي كفرصة لتعميق الشراكة وتطوير برامج الدعم».
وأضاف المصدر «يواصل الجيش، رغم هذه الحملات، تنفيذ مهامه وفق الخطط الموضوعة من قبل السلطة السياسية، سواء في الجنوب أو في الداخل أو على الحدود. والاستهداف الإعلامي والسياسي لن يغير في التزامات الجيش، بل يدفع إلى مزيد من التمسك بالمسار الذي أقرته المؤسسات الرسمية، خصوصا في ما يتعلق بضبط الحدود ومكافحة التهريب وتفكيك البنى المسلحة خارج سلطة الدولة والمضي في خطة حصرية السلاح».
وعن الموقف الأميركي، أشار المصدر إلى أن «الأجواء تبقى إيجابية، وأن واشنطن لاتزال تتطلع إلى تحديد موعد جديد للزيارة بمجرد اتضاح المعطيات السياسية المرتبطة بها. وهناك رغبة، لا بل ارادة مشتركة في مواصلة التعاون، خصوصا في ملفات الإصلاحات المالية والإدارية وتعزيز حضور الدولة في الجنوب وتطوير قدرات الجيش لمواكبة المرحلة المقبلة».
وشدد المصدر على أن «الموقف الداخلي الداعم للمؤسسة العسكرية يشكل عنصرا أساسيا في الحفاظ على هذا التعاون، كما أن الجيش بحاجة إلى حماية سياسية ودعم ديبلوماسي يوازي حجم الأعباء الملقاة عليه. وأن المقاربة الهادئة التي اعتمدتها القيادة في التعامل مع ملف الزيارة تؤكد حرصها على عدم تسييس العلاقة مع الولايات المتحدة، وإبقاء التعاون معها في إطار المصلحة الوطنية المشتركة وبما يخدم المؤسسة العسكرية».
وقال إن «تأجيل الزيارة لا يعني تراجعا في مستوى التنسيق، بل خطوة تكتيكية هدفها ضمان أن تجرى اللقاءات في الوقت المناسب وضمن بيئة إيجابية تتيح تثبيت الدعم للجيش وتعزيز الاستقرار في لبنان».











































































