اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
حضر موقف رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي أطلقه بالتوازي مع انعقاد قمة السلام في شرم الشيخ لجهة التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، في محادثاته مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في قصر بعبدا أمس.
رئيس المجلس كرر عبارته التي يرددها بعد اللقاء مع رئيس الجمهورية أثناء مغادرته قصر بعبدا، من «ان اللقاءات دائما ممتازة مع فخامة الرئيس». وليس سرا ان بري يؤيد بقوة مواقف الرئيس عون في هذا الخصوص، وهو اطلع على حيثياتها من عدد من المقربين من رئيس الجمهورية تباعا، وطلب من بعضهم شرحها لدى شرائح عدة من الوسط السياسي اللبناني.
وفي سياق التحركات على خطوط عدة، يزور النائب البروفيسور غسان سكاف اليوم السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة د.نواف سلام، وهي الزيارة الأولى لسكاف إلى السراي، علما انه كان سمي في الاستشارات النيابية الملزمة الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، خلافا للجو العام الذي مال إلى الرئيس سلام. وعلمت «الأنباء» ان رئيس الحكومة اهتم بلقاء سكاف، ضمن سياسة انفتاحه على جميع القوى، والاستماع إلى الجميع في هذه المرحلة المصيرية في تاريخ البلاد.
ويتركز النقاش الذي يشهد حركة استثنائية حول أحد خيارين لا مفر منهما: إما مفاوضات عسكرية مباشرة، أو سياسية غير مباشرة سواء برعاية الأمم المتحدة، أو الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار وتحديدا الولايات المتحدة.
وقال مسؤول سياسي رسمي رفيع لـ «الأنباء»: «لا بد من وجود طرف ثالث في أي مفاوضات، وهذا أمر طبيعي، كون المفاوضات الثنائية لا تأتي بين فريقين مختلفين في شكل جذري، وإلا لما كانت هناك حاجة لمفاوضات بينهما».
وإذا كانت المفاوضات غير المباشرة لها صولات وجولات منذ تسعينيات القرن الماضي حول تبادل الأسرى والجثامين، وصولا إلى الترسيم البحري واتفاق وقف إطلاق النار، وان تغير الراعي بين الأمم المتحدة والألماني أو الأميركي، فإن المفاوضات العسكرية المباشرة قائمة من خلال لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار في الناقورة بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا والقوات الدولية. ويمكن تعزيزها وتوسيع الوفد العسكري المشارك وتطعيمه ببعض الخبراء».
كذلك فإن المباحثات مع صندوق النقد الدولي لم تحمل أي إيجابية، بل كشفت عن الوجه الحقيقي للموقف من دعم لبنان بأبعاده السياسية وليس الاقتصادية، ويضاف إلى ذلك التحذيرات من الدخول في المجهول، وآخرها على لسان الموفد الأميركي توماس باراك، الذي وإن كانت شخصيته وأسلوبه غير محببين من معظم اللبنانيين، إلا ان تحذيراته الواضحة والعلنية من احتمال استئناف الحرب الإسرائيلية على لبنان لا يمكن تجاوزها».
مواقف باراك أخذت حيزا في الشارعين السياسي والشعبي اللبناني، من دون ان ترفع منسوب القلق، كون مبادرة رئيس الجمهورية أحدثت فارقا في المشهد الإقليمي، وحظيت بتأييد مسبق من الجانب الأميركي. وقد عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تقديره لجهود رئيس الجمهورية من داخل الكنيست الإسرائيلي، أثناء إلقائه كلمته، وقبل انتقاله إلى مدينة شرم الشيخ المصرية حيث انعقدت قمة السلام.
وفي شق يتعلق بتصويت المغتربين في أمكنة إقامتهم في الخارج، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»: «دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك: إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج، وهذا قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. دولة الرئيس، ربما في السنوات الأربعين الماضية لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إن من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر».
ولاحقا، نقلت مصادر عن الرئيس بري رده على جعجع: «من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إليّ؟ ألم يعد في جعبتك غير استصدار كلام عن لساني والجواب إليك؟».











































































