اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ١٠ أيار ٢٠٢٥
في السنوات الأخيرة، تزايد الاهتمام بدور الرياضة كعلاج مكمِّل فعّال في مواجهة مرض السرطان، إذ أظهرت دراسة شاملة نُشرت عام 2024 نتائج علمية داعمة لهذه الفرضية.
اعتمدت هذه الدراسة، التي أشرف عليها باحثون من جامعات في الولايات المتحدة وكندا، على مراجعة مظلية لـ80 تحليلاً تلوياً لتجارب سريرية عشوائية، بهدف تقييم أثر التمارين الرياضية على صحة مرضى السرطان.
وكانت النتائج مبهرة، إذ أثبتت أكثر من نصف العلاقات المدروسة بين التمارين والنتائج الصحية دلالة إحصائية مهمّة، مع توفّر أدلة عالية الجودة في عدد كبير منها.
فالرياضة لم تَعُد مجرّد وسيلة لتحسين المزاج، بل أظهرت فعالية حقيقية في التخفيف من الأعراض الجانبية للعلاجات مثل سمية القلب وتلف الأعصاب واضطرابات النوم ومشكلات التنفّس. كما ساهمت التمارين في تحسين النوم والصحة النفسية والشعور بالرفاه الجسدي والاجتماعي، مما انعكس إيجابًا على نوعية الحياة.
ووفق إحدى التجارب، فإنّ ممارسة 150 دقيقة من التمارين أسبوعياً خفّضت التعب بنسبة تقترب من 30% لدى مرضى سرطان الثدي، وساعدت في تقليل الاكتئاب والقلق.
بيولوجياً، أحدثت التمارين تغييرات على مؤشرات مرتبطة بمسار المرض، مثل مستويات الإنسولين والبروتين المتفاعل C، وساهمت في خفض كتلة الدهون وزيادة الكتلة العضلية، ممّا يُعزّز قدرة الجسم على مقاومة العلاج.
لكن لا بُدّ من الإشارة إلى ضرورة تخصيص برنامج رياضي لكل مريض وفق حالته الصحية ونوع السرطان والعلاج، بدءاً من المشي أو تمارين التنفّس، ووصولاً إلى تمارين المقاومة الخفيفة تحت إشراف مختص. فالتدرّج والرقابة عنصران أساسيان لتجنّب الإرهاق أو المضاعفات.
ولا تكتمل فعالية الرياضة من دون تغذية داعمة، غنية بالبروتينات، الكربوهيدرات الصحية، الفيتامينات والمعادن التي تُعزّز المناعة وتُقلّل الالتهاب، مثل الزبادي مع الفواكه أو المكسرات.
كما أنّ الترطيب عنصر لا يقلّ أهمية، خصوصاً لمواجهة الجفاف الناتج من بعض العلاجات.
وقد أظهرت التمارين فعالية خاصة في سرطانات الثدي والقولون والرئة، لتبقى الرسالة الأهم: المريض ليس متلقّياً سلبياً، بل شريك فاعل في علاجه، ما دام الجسد يتحرّك، تبقى الروح حيّة في سعيها للتعافي.