عواد مكرَّماً من «لقاء الأحد الثقافي» لترشيحه لجائزة نوبل للسلام: عملت من أجل السلم الوطني والسلام الدولي

كرَّم «لقاء الأحد الثقافي» في طرابلس العميد الدكتور علي عواد لمناسبة ترشيحه لجائزة نوبل للسلام عام 2025، بحفل في قاعة المحاضرات في مركز الصفدي الثقافي، حضره النائب طه ناجي، ممثل النائب فيصل كرامي رئيس جامعة المدينة الدكتور وليد داغر، ممثل النائب أشرف ريفي العميد جمال ناجي، وشخصيات تربوية وثقافية ومهتمين.

العلمي

بداية النشيد الوطني ونشيد شاعر الفيحاء سابا زريق، ثم عرض رئيس «لقاء الأحد الثقافي» الدكتور أحمد العلمي عن أهداف اللقاء الذي «بلغ حتى اليوم السنة التاسعة من عمره»، وقال: «اللقاء يعتمد لغة الحوار التي نكاد نفتقدها في المشهد السياسي العام، وكلنا يدرك أن لا قيمة ولا قامة للوطن بدونها مما يجعلنا جميعا نسعى إلى الإرتقاء بالإنسان إلى مستوى الإنسانية وتعزيز القدرة على الإصغاء للآخر والتحاور معه، وهذا اقرب طريق لتحرير الإنسان من فرديته كوسيلة تواصل مع الذات ومع الآخر».

ضاهر

بدوره، قال العميد الدكتور عبد الله ضاهر: «أسعدني تكليف اللقاء بتقديم المحتفى به المكرم كونه من عمداء المؤسسة العسكرية الوطنية التي أفتخر بالإنتماء والولاء لها إبن بلدة علمات - قضاء جبيل، المدينة العريقة بالعيش المشترك ومن مواليد 1955 حيث إلتحق بالمدرسة الحربية وتخرج منها في العام 1976 وأنهى خدماته العسكرية 2006 مكملا 33 سنة خدمة في الجيش، حيث قدم إستقالته طوعا وهو في عمر 61، إنه العميد الركن الدكتور علي نجيب عواد».

علم

من جهتها، ألقت مديرة جامعة القدّيس يوسف فرع الشّمال فاديا علم الجميّل كلمة رئيس إتحاد الجامعات في لبنان البروفسور سليم دكاش، فقالت: «بالثقافة يعطي الإنسان معنى لوجوده في العالم إذ يعبر من خلالها عن إرادته في النمو وفي إنماء محيطه وتحقيق إنسانيته».

ونقلت عن دكاش قوله: «في مطلع هذا العام كان لي الشرف ان أعلن ترشيح الدكتور العميد علي عواد لنيل جائزة نوبل للسلام وهو الذي أهدى العالم وثيقة فريدة حملت عنوان «إعلان جنيف لثقافة الحوار الإنساني 2015».

عواد

وفي الختام، قال المكرّم: «على دعاة السلام وفي طليعتهم النخب المثقفة والحكام أصحاب القرار، أن يبدأوا بتشكيل فكر الانسان وتأهيله لأن يعيش حالة السلام في سلوكه المجتمعي الدائم، سلوكا دائما وليس ظرفيا، إذ من المستحيل أن يعيش الفرد حالة سلام مؤقتة تفرضها اتفاقات أو معاهدات أو تفاهمات أو تسويات يضعها السياسيون، وبالتالي على النخب أن تعمل على تشكيل الرأي العام الذي لا يتنازل طوعا عن نظام القيم الانسانية مهما كانت الأزمات، وفي مقدّمة هذه القيم حقوق الإنسان».

اضاف: «على دعاة السلام أن يبدأوا في بناء أساسات تشكيل الفكر منذ بداية عمر الانسان -أي منذ الطفولة- عبر أدوات ثلاث: التعليم ومن ضمنه التعليم الإيماني-الإنساني ذو الجوهر الديني، الثقافة، ووسائل الاعلام والتواصل».

وشدد على «ثقافة الحوار الانساني كركيزة حاسمة في بناء السلام، لأن المجتمعات البشرية هي ذات طبيعة تعددية مبنية على الحق في الاختلاف في اطار التنوع، والإنسانية تستوجب الإحترام المتبادل بين الشعوب، والأديان تدعو الى التسامح».

وقال:«القيم الانسانية مهددة بالزوال، والكراهية ستحلّ مكان التسامح، وثقافة الحرب ستحلّ مكان ثقافة السلام، ولأن الواقع المأساوي الراهن يشهد نزاعات تؤجّج الكراهية والعنف وتزرع أحقاد تضرب الارث الحضاري الإنساني، والسلام في العالم لا يكون الا بالحوار الانساني والقيم الانسانية، ولأجل كل ذلك ركزنا على ثقافة الحوار الانساني كمدماك أساسي لبناء السلام، وها هو «اعلان جنيف الدولي لثقافة الحوار الانساني 2015» ننادي به على أنه مساحة مشتركة بين كل الأمم والشعوب والمجتمعات، وأن احترامه هو ضرورة جوهرية لبقاء الحضارة الانسانية وبناء السلام».

اضاف:«لقد طلبنا الى منظمة اليونسكو أن يقرر مجلسها التنفيذي اعتماد «اعلان جنيف الدولي لثقافة الحوار الانساني 2015» اطارا علميا ثقافيا قانونيا اجتماعيا لحقّ الانسان في ثقافة الحوار وممارسته من أجل السلام».

وتابع: «ندعو الأمم المتحدة الى صياغة وثيقة دولية تفرض العقوبات على الدول الأعضاء التي تروّج لخطاب اعلامي يسبب الفتنة والتطرف والنزاع الأهلي المسلح وتهديد السلام (المادة 25). كما دعوت الأمم المتحدة الى دعم برامج بناء الشخصية الانسانية في المجتمعات ذات المكوّنات التعددية، مثل لبنان».

واردف: «عن الأنموذج اللبناني في بناء السلام نقول بأن الدولة هي فعل انصهار بين إرادة المجتمع والمؤسسات الدستورية، والدولة الفاشلة هي التي تفشل في تشكيل هذه الارادة مما يؤدي إلى انهيارها وخسارة سيادتها».

وقال: «أمضيت حياتي في وطني الذي عصفت به النزاعات والحروب، فعاصرت مآسيها على مدى نصف قرن وواجهتها في بحوثي ومؤلفاتي ومقالاتي ومواقفي، وبذلت الجهود العملية عبر فعاليات علمية في لبنان والعالم من أجل نشر ثقافة السلام. كما رصدت التداعيات المأساوية للنزاعات المسلحة وتفاعلت معها على الساحة الثقافية العالمية من أجل بناء السلام، واستندت في عملي الى فكرة استراتيجية تؤكد على أهمية احلال الحوار بدل الحروب، والقانون الدولي الانساني بدل انتهاكات حقوق الانسان. لقد بذلت واجبا وطنيا أخلاقيا دينيا انسانيا تطوعيا مبادرا حياديا مستقلا، بذلت جهودا ومبادرات علمية وثقافية في لبنان ودول العالم من أجل نشر ثقافة السلام». اضاف: «عملت من أجل السلم الوطني والسلام الدولي واجبا وطنيا لبنانيا وواجبا انسانيا عالميا. والى جانب مثقفين ومفكرين وخبراء واكبني رئيس جامعة القديس يوسف البروفسور الأب سليم دكاش في نشاطاتي العملية في لبنان وخارجه، فكان مؤمنا اشدّ الايمان بالرسائل السماوية عاملا بهديها نبراسا علميا ثقافيا انسانيا ينير درب السلام، وكان يؤكّد لي دائما انني أسير في الدرب الصحيح لنهج فكر الاعتدال وثقافة بناء السلام، خصوصا بعد أن بادر الى ترشيحي لجائزة نوبل للسلام 2025».