اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٠ شباط ٢٠٢٥
بعد مرور استحقاق التمديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل قبل يومين، وانسحاب الاحتلال الاسرائيلي غير الكامل مع تمسّكه بالبقاء في خمسة مواقع استراتيجية على حدّ تعبيره، تتجه الأنظار إلى الاستحقاق الكبير الذي يشغل اللبنانيين والمنطقة، وهو تشييع الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله، وابن خالته خليفته السيد هاشم صفي الدين، الذي حدّد موعده يوم الأحد المقبل.
لا شكّ أنّ 'حزب الله' سوف يوجّه أكثر من رسالة قوّة من خلال تشييع السيدين حسن نصر الله، و السيد هاشم صفي الدين، يريد من خلالها أن يقول لجمهوره وللبنانيين بشكل عام إنّه لا يزال صامدًا، وإنّ كلّ الرهانات على القضاء عليه وإنهائه خابت، بدليل الحشود التي سوف تجدّد البيعة له ولقيادته الجديدة، لذلك سيحاول الحزب الاستفادة من مشهديّة الأحد، لاستعادة بعض الهيبة في الداخل، وافهام الخارج انه ما زال الحزب الاكثر شعبية على مستوى لبنان، فلا يمكن ان تمرّ اي اتفاقات او قرارات دولية دون موافقته.
يأتي ذلك وسط تدابير امنية مشددة يجريها 'حزب الله' من جهة والجيش اللبناني من جهة ثانية، تشمل المنطقة الممتدة من المدينة الرياضية مكان انطلاق التشييع، حتى منطقة الرمل العالي الاوزاعي المحاذية لمطار رفيق الحريري الدولي، حيث تقرّر مكان الدفن في قطعة أرض طريقها متفرّع من اوتستراد المطار.
إرباك لبناني ومقاطعة مسيحية
ولما عمد وفد نيابي من 'حزب الله' الاسبوع الماضي، الى دعوة الرؤساء الثلاثة وعدد من الشخصيات الاسلامية والمسيحية لحضور مراسم التشييع في 23 من الشهر الحالي، بينهم رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري والبطريرك بطرس الراعي، فان اي موقف لم يصدر بعد حول مشاركة رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام.
ان العيون الدولية والعربية مفتوحة وتراقب بدقة عمل السلطة الجديدة وتصرفاتها، التي يجب ان تظهر بمنأى عن تأثير 'حزب الله' الامني والسياسي
وعلم موقع mtv أنّ موضوع المشاركة في تشييع الأمينَين العامّين السابقين للحزب نصرالله وصفيّ الدين يوم الأحد المقبل بُحث في اجتماع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الذي يختتم أعماله اليوم.
وتقرّر، بعد مداولاتٍ حول الموضوع، عدم المشاركة الرسميّة في التشييع، بحيث لن يحضر أيٌّ من رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة أو من يمثّلهم.
إقرأ أيضا: بالفيديو: حملت صورة «السيد» في مطار بيروت.. «هيدا مطارنا ويلي مش عاجبو يهاجر»
وعن المشاركة السياسيّة المسيحيّة فلم تُحسَم بعد، إذ أنّ أكثر من شخصيّة مسيحيّة بارزة لم تتّخذ قرارها بشأن المشاركة الشخصيّة أو عبر ممثّلٍ عنها.
هذا في حين لفت منسق تيار المستقبل أحمد الحريري في حديث الى تلفزيون لبنان، الى ان الحشد الشعبي في 14 شباط كان صرخة ضدّ انكسار التوازن في المعادلة السياسية. ثم تساءل 'هل تريدون منّا كحريرية وطنيّة أن نشمت باغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله؟ الأرجح أن لا نشارك في تشييع حسن نصر الله!
إشكال يمني
وأعلن وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف فيها دوليًا معمر الإرياني، في تصريح، عن 'مغادرة مجموعة من قيادات جماعة 'الحوثي' (حركة أنصار الله)، صنعاء، متوجهه إلى بيروت، لحضور جنازة (الأمين العام الراحل لحزب الله السيد) حسن نصر الله، وطالب الحكومة اللبنانية ' اعتقال قيادات 'الحوثي' المتورطة في جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، والمصنفة في عدد من الدول بينها أميركا، جماعة إرهابية، فورا، وتسليمهم للحكومة اليمنية، وعدم السماح بأن تكون لبنان ملاذا آمنا لهم، امتثالا للقرارات الدولية'.
عن المشاركة السياسيّة المسيحيّة فلم تُحسَم بعد، إذ أنّ أكثر من شخصيّة مسيحيّة بارزة لم تتّخذ قرارها بشأن المشاركة الشخصيّة أو عبر ممثّلٍ عنها
ويقول مراقبون ان هذا الطلب اليمني المستجد من الحكومة الللبنانية، العتيدة سيضعها في مأزق جديد غير متوقع، خصوصا ان العيون الدولية والعربية مفتوحة وتراقب بدقة عمل السلطة الجديدة وتصرفاتها، التي يجب ان تظهر بمنأى عن تأثير حزب الله الامني والسياسي، كما كان الواقع في الحكومات السابقة.
إقرأ أيضا: بالفيديو: ظهور مدفن «السيد».. وماذا سيحصل على طريق المطار؟
هذا وبرز أمس واليوم وصول وفود شعبية كثيفة من ايران والعراق، عمد الحزب من اجل تنظيمها الى فتح عدد مجمعاته ومؤسساته الدينية من اجل مبيت هؤلاء فيها استعدادا لمشاركتهم في مراسم التشييع.