البطريرك ميناسيان يستقبل مدير عام أمن الدولة: زيارة تؤكد الثوابت الوطنية وتكرّس التعاون بين المؤسّسات الروحية والأمنية

في لقاء يعكس عمق الاحترام المتبادل بين المؤسّسات الروحية والوطنية، استقبل صاحب الغبطة والنيافة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، سعادة مدير عام أمن الدولة اللبنانية اللواء إدغار لاوندوس، يرافقه العميد جميل طعمة، مدير مكتبه، وذلك في الصرح البطريركي، بحضور مسؤول العلاقات العامة في البطريركية السيّد شربل بسطوري.

استهلّ غبطته اللقاء بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن تقديره العميق لزيارة سعادته، والتي تحمل دلالات وطنية ومعنوية كبيرة، لا سيّما أنّها الزيارة الرسمية الأولى له إلى هذا الكرسي البطريركي. وهنّأه باسم الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية بتعيينه على رأس جهاز أمن الدولة، متمنّياً له التوفيق والنجاح في مهمته الوطنية الدقيقة، لما فيه خير لبنان وأمنه واستقراره.

وأشاد غبطة البطريرك بالدور الحيوي الذي يضطلع به جهاز أمن الدولة، مشدّداً على أهمية التضامن بين المؤسّسات الأمنية والروحية، كركيزة أساسية في تحصين الوطن والدفاع عن كرامة الإنسان وحريته وحقوقه، في ظلّ التحديات المصيرية التي تمرّ بها البلاد.

وفي سياق الحديث، تطرّق غبطته إلى الحضور الأرمني التاريخي في لبنان، مشيراً إلى أنّ الشعب الأرمني، الذي وجد في هذا الوطن ملاذاً بعد المحن الكبرى، لم يتوانَ عن بذل الدم والتضحية في سبيله، مجسّداً أسمى معاني الوفاء والانتماء. وأكد أن الأرمن جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني، وهم ملتزمون، جيلاً بعد جيل، ببناء الدولة وحماية وحدتها ومؤسّساتها.

كما تناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان على مختلف الصعد، حيث شدّد الجانبان على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار، وتعزيز التعاون البنّاء بين جميع القوى الفاعلة لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

واختُتم اللقاء بتمنيات متبادلة باستمرار مسيرة التعاون والاحترام، وبالصلاة من أجل قيامة لبنان من أزماته، بقيادات أمنية وروحية تتحلّى بالحكمة، والمسؤولية، والرؤية الوطنية الجامعة.