اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
بقلم ميشال طوق:
إن لم يكن هناك ما هو مخفي ويناقض ما يتداوله الإعلام والسياسيون والمسؤولون، فكلنا بمشيئة أولياء أمرنا ذاهبون الى ما هو أسوأ من الحرب الأخيرة التي قضت على الأخضر واليابس!!
كنا يومها من دون رئيس جمهورية، وحكومة تصريف أعمال ودولة فاشلة لا حول لها ولا قوة، خاضعة بالكامل لمشيئة الحزب الإلهي، وقد اعترف رئيسها من دون أي خجل أنه عاجز ولا سلطة له على قرار الحرب والسلم.
ثمة اتفاق وقف إطلاق نار وقعت عليه حكومة تصريف الأعمال بموافقة الحزب الكاملة بعدما كان على وشك الانهيار، وبتوقيع وزرائه في الحكومة الميقاتية، تماماً كما فعل في حرب تموز والقرار 1701 وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، قبل أن يلتف عليه وعلى حكومته وعلى القرار الدولي بالكامل ويسكت كل المعارضين ويدجن الدولة اللبنانية ويكمل بمشروعه الاحتلالي للسيطرة على كامل لبنان!
هل تحتمل الظروف اليوم هذا التسويف والدجل والتقية والتورية في التعامل مع أقوى دولة في العالم التي ترسل موقديها إلينا؟ هل أصبحت الدولة الناطق الرسمي بما يريده هذا الحزب المخرب؟
فهل نتحمل كلبنانيين أن نعود الى ما قبل الـ2023 ونبدأ من جديد رحلة العذاب والقتل والدمار؟
هل من عاقل لا يعلم النتائج الوخيمة لهذه الطريقة في التعاطي مع الدول الكبرى؟
أم أنكم تريدون أن تعلموهم كيف يديرون بلدانهم بوجود الميليشيات والعصابات حنباً الى جنب، كما ذاك الجاهل الذي كان يريد أن يُعلم حكومات العالم كيف يديرون مؤسساتهم من دون موازنات؟
إن لم يكن هناك اتفاق من تحت الطاولة مع الخارج بأن الدولة اللبنانية ملزمة وستطبق بنود اتفاق وقف النار بحذافيرها وكما يجب وخلال أسابيع قليلة لا أكثر، ومع الحزب بأن الوقت قد حان ولا يوجد أي مهرب لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية بالكامل وحل جميع أجهزته العسكرية والأمنية، مع حفظ ماء وجهه لا مشكلة في ذلك مع أحد… فنكون فعلياً نتسلى ونتنافق مع الموفدين الدوليين ونلعب بالنار التي سوف تقضي على ما تبقى من الأخضر واليابس.
لن يرضى أحد في الداخل قبل الخارج بأن يبقى مصيرنا معلقاً بين يدي مجموعة عشوائية تخريبية برهنت كل سلوكياتها منذ نشأتها، وخصوصاً الحرب الأخيرة، أنها عاجزة كليا عن الإدارة وغير مؤهلة بأن تتحمل أي مسؤولية حتى في حماية عناصرها ومسؤوليها، لكنها نجحت في إختراع شكل جديد من أشكال التدمير الذاتي.
بعد كل الدعم الغير محدود الذي يحظى به المسؤولون من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى كل الحكومة، من الخارج والداخل وكل أصدقاء لبنان، أصبحت اليوم مسؤولية ما سيأتي من ويلات، تقع على عاتق هؤلاء بالتحديد، لأنهم يملكون كل الإمكانات ليضعوا حداً فاصلاً لهذه المجموعة المتهورة التي قضت على نفسها، وتريد أن تقضي على جميع اللبنانيين.
يجب أن نتذكر جميعاً أن كل مقولات 'لو كنت أعلم'، و'كان بدنا وما خلونا' نبذها التاريخ وأودت بأصحابها الى المصير المعلوم…