اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
اندلع حريق في جرود القبيات في عكار شمالي لبنان، أمس، وتمددت النيران على مساحات شاسعة من الثروة الحرجية بوتيرة سريعة بسبب الرياح واقتربت ألسنة النيران من بعض الأبنية والممتلكات، وسط جهود صعبة للسيطرة على الحريق.
لكن، تمكنت عناصر الدفاع المدني بمؤازرة من طوافات الجيش بمحاصرة حريق جرود القبيات الذي اندلع أمس، وأدى الى أضرار بالغة بالبيئة والثروة الحرجية. وحالياً يتم العمل على التبريد.
في تعليق على هذه الحادثة، أكدت وزيرة البيئة اللبنانية تمارا الزين، أنّ 'حرائق القبيات اليوم تُضاف إلى سجل التسيّب وانعدام المسؤولية عند من لا يتورعون عن إشعال حريق من أجل الحطب وحفنة من الدولارات، وللأسف كما في كل سنة، لا وصول إلى المرتكبين!'.
وأشارت إلى أنّ 'فرق التدخل والدفاع المدني والجيش اللبناني لم تستطع حتى الساعة إطفاء الحريق، وسرعة الرياح تصعّب المهمة على الجميع'.
وشددت الزين على أنه 'من دون ملاحقة ومحاسبة، سيتكرر هذا المشهد المأساوي، وهذه السنة سنكون أمام مخاطر متزايدة بسبب الشح والجفاف'.
وختمت بالقول: 'هذا يأخذنا إلى ضرورة الإستعانة بالمزيد من حراس الأحراج والتنسيق الفعّال مع البلديات والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني'.
في السياق، اعتبر المحامي مارك حبقة أنّ حرائق القبيات لم تعد مجرّد كارثة بيئية موسمية، بل أصبحت جرحاً وطنياً في ضمير الدولة والمجتمع. وأكّد في بيان أنّ تكرار هذه الحرائق في القبيات ومحيطها هو نتاج مباشر لسلسلة من الإهمالات البنيوية والتقصير المؤسساتي وتقصير كل من إنتاب على الخدمة العامة لهذه المنطقة منذ سنوات وحتى الساعة، وربما بسبب التواطؤ المتعمد في بعض الحالات، ناهيك عن الظروف المناخية العديدة.
وقال حبقة: 'ما يحصل اليوم في القبيات هو حريقٌ في ضمير الدولة قبل أن يكون حريقًا في الطبيعة، وعلى من يتحمّلون المسؤولية أن يتحركوا قبل أن يتحول الرماد إلى قدرٍ دائم'.
وطالب حبقة بفتح تحقيقات شفافة بغية محاسبة المقصّرين والإيعاز لكافة الوزارات للتدخل فوراً لإنقاذ ما تبقى من ثروتنا الحرجية التي لا تقدر بثمن.
وفي وقت سابق، أفادت مصلحة الأبحاث العلميّة الزراعية Lari، في بيان، بأن لبنان يتعرّض لموجة حر تصل فيها درجات الحرارة إلى ٣٥ درجة بقاعاً و٣٢ درجة ساحلاً مع نسبة رطوبة متدنية، ما يعني أن مؤشر الحرائق في كل المناطق مرتفع.
وطلبت من أجهزة الدفاع المدني، أجهزة الاطفاء، البلديات، حراس الاحراج، قوى الامن والجمعيات المعنية، الانتباه إلى حدوث حرائق والابلاغ عند بدء حدوثها، وإلى المزارعين والمواطنين عدم إشعال النار في الاحراج والاعشاب وعدم رمي أعقاب السجائر والنفايات في الأحراج.