اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
على الرغم من وصول علاقة ' التيار الوطني الحر' وحزب الله الى طريق مسدود، بعد تراكم الخلافات والتباينات في وجهات النظر بين الطرفين، وتوالي الهزّات السياسية، إلا انها بقيت ضمن الاطار المعقول للهزّات، وقيل أيضاً بأنّ ما جرى بين الفريقين لم يكن غيمة صيف عابرة، بل مجموعة غيوم أدت إلى ضباب كثيف وأمطار وسيول، ولم يعد الحزب يفهم على 'التيار' والعكس صحيح.
لكن الوساطات دخلت منذ فترة على الخط بالتزامن مع الاستحقاق البلدي، الذي بدأ يوم امس في جبل لبنان، حيث كان التحالف بينهما قائماً في الانتخابات البلدية والنيابية السابقة، لذا سجّلت تلك الوساطات تقارباً من جديد بين رئيس 'التيار الوطني الحر' جبران باسيل ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، انتج تحالفاً بلدياً في حارة حريك، من خلال لائحة 'التنمية والوفاء'، التي جمعت الثنائي الشيعي و'الوطني الحر'، ضد لائحة ' تجمّع عائلات حارة حريك' المؤلفة من سبعة أعضاء مسيحيين، بهدف شدّ العصب المسيحي في المنطقة، التي كانت تسجّل نسبة وجود مسيحي كبير، إلا انّ الحرب ادت الى نزوحهم كما جرى في مختلف المناطق اللبنانية، ونقل بعض الاهالي بأنّ اللائحة المذكورة المؤلفة من العائلات، لاقت دعماً من النائب آلان عون ،الذي إنشق عن 'التيار الوطني الحر' بسبب خلافات سياسية مع النائب باسيل.
الى ذلك، تتخذ حارة حريك طابعاً عونياً، لانّ رئيس الجمهورية السابق والرئيس الفخري لـ' التيار' ميشال عون اصوله من المنطقة مما يعني انه يقترع فيها، وفي الوقت عينه تحوي المركز السياسي الرئيسي للحزب، اي لها ميزة انها تجمع الطرفين مهما ساءت علاقتهما، لذا جمعتهم في الامس المعركة البلدية ضمن لائحة ' التنمية والوفاء' التي تألفت من 18 مرشحاً ، 8 من حزب الله و2 من حركة امل و8 من 'الوطني الحر'، وهذا العرف جرى التوافق عليه منذ اكثر من ثلاثة عقود، ولطالما نجحت التجربة وفق ما أشار بعض الاهالي، وبأنّ إختيار المرشحين كان يتم من قبل كل طرف، من خلال التوافق ومراجعة عائلات المنطقة، كما تمّ التوافق على تسمية المرشح صادق علي سليم نائباً للرئيس، فيما تبقى حظوظ رئيس البلدية السابق زياد واكد كبيرة لإنتخابه من جديد للمنصب عينه.
وعلى خط اللائحة المنافسة، فقد اصدر القيّمون عليها بياناً، اشاروا فيه ' الى انّ البعض اعتمد على الشريك الشيعي، ليفرض على قسم من العائلات المسيحية مَن يمثلهم خلافاً لإرادتهم، ضارباً بكل منطق التوافق عرض الحائط'.
فكان ردّ سريع من ' الوطني الحر' في حارة حريك، إعتبر فيه ' بأنّ هدف التجمّع المذكور انتخابي، والبيان حاول تصوير التعاون بين التيار والثنائي كوسيلة للاستقواء على مسيحيي المنطقة، في محاولة مستغربة لاستغلال الغرائز الطائفية'. وسأل 'التيار' عبر البيان:' من هو رئيس هذا التجمّع ومن هم أعضاؤه؟ وما هو الغطاء العائلي الذي يتمتع به مرشحوها'؟
في غضون ذلك، شاركت نسبة كبيرة من الناخبين في المنطقة في عملية الاقتراع مع زحمة مندوبين، في إنتظار النتائج النهائية الرسمية ، الى ان تعلن رسمياً اليوم الاثنين من قبل وزير الداخلية.
في السياق، جرت عملية الانتخابات البلدية والاختيارية في الضاحية الجنوبية ككل بوتيرة طبيعية، ووصلت نسبة المشاركة في حارة حريك الى نسبة 25.70 في المئة، وفي الغبيري الى 24 في المئة، اما بلديات المريجة وتحويطة الغدير والليلكي وبرج البراجنة فقد فازت بالتزكية.