اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
أثار قرار لبنان الرسمي تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم زوبعة كبيرة، باعتبار أن المفاوضات غير المباشرة مع العدو والتي كانت تتخذ حصرا بُعدا عسكرياً- تقنياً توسعت لتشمل الشق السياسي بخطوة كبيرة وغير مسبوقة منذ العام 1983.
وفيما اعتبر البعض أن ما يحصل «خطوة تنازلية» جديدة من قبل لبنان الرسمي في ظل غياب أي مبادرة إسرائيلية لتنفيذ تعهدات تل أبيب في إطار اتفاق وقف النار، بدا آخرون مبتهجين بالقرار لاعتبارهم أنه السبيل الوحيد للتقدم بملف تحرير الأرض ووقف الخروقات واستعادة الأسرى، في ظل موازين القوى الراهنة.
وقالت مصادر سياسية معنية بالملف لـ «الديار» إنه «وبعكس ما يروج له البعض، فما حصل هو نجاح للبنان الرسمي بفرض رؤيته للتفاوض مع اسرائيل، باعتبار أن الأخيرة كانت تدفع إلى تفاوض سياسي مباشر من خارج لجنة الميكانيزم، فعادت ووافقت على ما وافق عليه لبنان»، لافتة الى أن «ما حصل يفترض أن يجمّد قرار التصعيد الاسرائيلي أقله لفترة زمنية محددة، وهو ما دفع «الثنائي الشيعي» إلى الموافقة عليه».
ورغم مرور خطوة رفع مستوى التمثيل في «الميكانيزم» بسلاسة سياسية، فإنها لم تَخْلُ من التحفّظ. فالرئيس نبيه بري سجّل ملاحظات واضحة على اختيار السفير سيمون كرم، أمّا حزب الله، فتعاطى مع الخطوة بكثير من الحذر؛ فالحزب لا يرفض التفاوض غير المباشر بالمبدأ، لكنه رأى في رفع مستوى التمثيل تنازلاً قدّمته الدولة من دون الحصول على أي مقابل.
ويفترض أن تكون لأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة حاسمة في هذا المجال في اطلالة له يوم غد الجمعة.
بيان الرئاسة
وصباح الأربعاء، أعلنت رئاسة الجمهورية أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، قرر تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة «الميكانيزم»، «التزاماً بقسمه الدستوري، وعملاً بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوباً مع المساعي المشكورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة «اللجنة التقنية العسكرية للبنان»، المنشأة بموجب «إعلان وقف الأعمال العدائية»، تاريخ 27 تشرين الثاني 2024، وبعد الاطلاع من قبل الجانب الأميركي، على موافقة الطرف الاسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة».
مفاوضات فوق عسكرية
وأعلن سلام، في حديث لـ «الجزيرة» استعداد لبنان لـ«مفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل»، معتبرا أن «ضم ديبلوماسي لبناني سابق إلى لجنة، محصن سياسيا ويحظى بمظلة وطنية»، مؤكداً أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ذهب بعيدا في توصيفه لهذه الخطوة».
وأوضح سلام «أننا لسنا بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام»، مشدداً على أننا «لن نسمح بمغامرات تقودنا إلى حرب جديدة ويجب استخلاص العبر من تجربة نصرة غزة».
واعتبر أن «سلاح حزب الله لم يردع إسرائيل ولم يحم لبنان والدولة استعادت قرار الحرب والسلم»، مضيفاً «على حزب الله تسليم سلاحه، وهذا من أهم عناوين مشاركته في مشروع بناء الدولة». ولفت الى أن «تقييم الموفدين الذين زاروا بيروت أن الوضع خطِر وقابل للتصعيد»، مضيفاً «وصلتنا رسائل إسرائيلية عن تصعيد محتمل، لكنه غير مرتبط بمهل زمنية».
وسارعت اسرائيل إلى تحميل الخطوة أكثر مما تحتمل. فأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «رئيس الوزراء قرر إيفاد فريق إسرائيلي للقاء مع مسؤولين حكوميين لبنانيين»، معتبرًا أن «تكليف وفد لقاء مسؤولين لبنانيين محاولة أولى لترسيخ أسس العلاقات الاقتصادية بين الطرفين».
بيان السفارة الأميركية
من جهتها، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت عقد كبار المسؤولين الاجتماع الرابع عشر للجنة التقنية العسكرية للبنان ( الميكانيزم ) في الثالث من شهر كانون الأول الجاري في الناقورة، لتقييم الجهود الجارية للتوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان.
ولفتت السفارة الى أنه «دعمًا للسلام الدائم والازدهار المشترك لكلا الجانبين، انضم السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الاعلى للسياسة الخارجية في مجلس الامن القومي الاسرائيلي الدكتور يوري رسنيك إلى المستشارة مورغان أورتاغوس في الاجتماع كمشاركين مدنيين»، معتبرة أن ذلك «يعكس التزام الميكانيزم تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الامن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع». وأضافت: «رحّبت جميع الأطراف بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزا على حوار مدني مستدام، بالإضافة الى الحوار العسكري».
وجاء في بيان السفارة أيضا أن «اللجنة تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع السفير كرم والدكتور رسنيك في الجلسات المقبلة والى دمج توصياتهما، فيما تواصل الميكانيزم تعزيز السلام الدائم على طول الحدود».
أقصى درجات المرونة
أما وزير الإعلام بول مرقص، فرأى في حديث صحفي، أن «لبنان أصبح أكثر فاعلية بموجب تعيين السفير سيمون كرم»، معتبرا أن «هذه الخطوة تأتي إنفاذاً لخطاب رئيس الجمهورية في عيد الاستقلال، وأبرز نقاطه تعيين ممثل لرئاسة اللجنة».
وتحدث مرقص عن أن «وجود مدني على رأس الوفد اللبناني في الميكانيزم، له رمزية ودلالات كبرى ويفعّل المبادرة الرئاسية». وأضاف: «ما حصل هو أقصى درجات المرونة ضمن اطار السيادة والحقوق الوطنية».
جلسة الحكومة
وتعقد الحكومة اليوم جلسة وزارية أبرز ما على جدول أعمالها عرض قائد الجيش لتقرير القيادة الثالث حول تطبيق قرار حصرية السلاح جنوبي الليطاني. وبحسب معلومات «الديار»، فإن «العماد رودولف هيكل سيؤكد خلال مطالعته التزامه بمهلة نهاية العام لحصر السلاح جنوب النهر، على أن تتم معالجة السلاح المصادر خلال مهلة شهرين او ٣، مع تشديده على أن لبنان يكون قد نفذ التزاماته مقابل مواصلة اسرائيل احتلال أراض لبنانية وخرقها شبه اليومي للسيادة اللبنانية».











































































