اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٤
منذ اندلاع حرب 7 اكتوبر التي يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي على غزة ولبنان، ولا يكاد يمرّ يوم دون ان تعمد الطائرات الحربية العدوة الى خرق جدار الصوت على علو منخفض، فيتسبب صوت دويه المفاجىء بخوف واضطراب لدى الاهالي واحيانا يتكسير زجاج المنازل القريبة من مركزه. فكيف يتشكّل علميا جدار الصوت؟
يعتبر خرق جدار الصوت، أحد الظواهر الفيزيائية التي تحدث نتيجة تخطي الطائرة سرعة الصوت، ما يتسبب في حدوث موجة صوتية تشبه إلى حدٍ كبير الإنفجارات والتي قد تؤدي إلى إهتزاز المباني أو حتى تحطم النوافذ.
ما هو جدار الصوت وأسبابه؟
وشرح ذلك، انه في ديناميكا الهواء، يقصد بجدار الصوت المرحلة التي تنتقل فيها الطائرة الحربية السريعة من مرحلة الترانسونيك،أي قبل سرعة الصوت مباشرةً إلى ما هو أعلى منها، حيث ظهر المصطلح خلال الحرب العالمية الثانية عندما بدأت بعض الطائرات تواجه أثار الإنضغاطية، وهي حفنة من تأثيرات ديناميكا الهواء الغير متصلة ببعضها البعض، وبحلول الخمسينات بدأت الطائرات «بكسر» جدار الصوت بشكلٍ روتيني.
دوي اختراق حاجز الصوت وأسبابه
تستطيع بعض أنواع السوط 'الكرباج' الموجود بالطائرة وهو شريط مفرد أو شرائط من الجلد المجدول يُستخدم لإصدار صوت مفاجئ عالي، بأن يتحرك بسرعة فوق الصوتية، وأن يخرق طرف السوط جدار الصوت ويصدر فرقعة جادة تعدّ فعلاً دوي صوتي، وتستطيع فوهات الأسلحة النارية منذ القرن التاسع عشر أن تحقق سرعة إبتدائية تفوق سرعة الصوت.
ووفقاً لموقع القوات الجوية الأميركية، فإن سرعة الصوت تبلغ نحو 1.207 كيلومتر في الساعة عند مستوى سطح البحر، وعندما تتجاوز الطائرة هذه السرعة تولد موجات صدمية تنتشر في جميع الإتجاهات، نتيجة ضغط جزيئات الهواء أمامها، وتتدفق موجة الضغط هذه إلى الخارج في شكل مخروطي وتشكل موجة صدمية.
فالإنفجارات الصوتية التي تخلقها الطائرات الحربية من طريق كسر حاجز الصوت تتسبب في تغير سريع في الضغط الجوي ينتج منه صوت مدو يشبه الإنفجار، يختلف في شدته بناءً على عوامل، كالمسافة من الأرض وحجم وشكل الطائرة والظروف الجوية، وكانت طائرة الكونكورد المدنية الفرنسية التي أحيلت على التقاعد تنتج مثل هذا الصوت لحاجات السفر السريع، لكنها أحيلت على التقاعد لهذا السبب نفسه لأنها كانت تسبب أضراراً في المطارات التي لم تكن مجهزة لإقلاعها وهبوطها، إلا أن دولاً كثيرة تؤدي مثل هذه الإستعراضات الصوتية لتشير إلى قوتها وسيطرتها على السماء.
تاريخ جدار الصوت واكتشافه
وفي تاريخ 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1947م، حلّق الطيار الأميركي 'تشاك بيغر' وكان أول شخص يقود طائرة بسرعة تتخطى سرعة الصوت، بطائرته فوق بحيرة 'Rogers Dry' في جنوب كاليفورنيا، بعد أن وصل لإرتفاع 12,192 متر بإستخدام طائرة 'B-29' التي كانت تحمل طائرته، ولقد إستطاع تخطي حاجز 1,065.3 كلم في الساعة، وهو حاجز الصوت على الإرتفاع الذي تواجد فيه حينها، وبعدها إكتشف جدار الصوت وكيف يمكن إختراقه، وفي عام 1953م إستطاع تشاك بيغر بطائرة (X-1A) تخطي حاجز 2,655.4 كلم في الساعة.