اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتبت نجوى أبي حيدر في 'المركزية':
أبعد من الغاء مواعيد كانت محددة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل في عدد من مواقع القرار في الولايات المتحدة الاميركية ودفعه الى الغاء الزيارة من أساسها، كما حفل الاستقبال الذي اعدّت له السفارة اللبنانية لمناسبة عيد الاستقلال، في رسالة كان لها الوقع السيء على المؤسسة العسكرية، هو ما سيعقبه من رسائل او خطوات واجراءات تصعيدية من جانب ادارة الرئيس دونالد ترامب. فالرجل المعروف عنه انه لا يمزح ولا يهادن، يُتوقع منه كل شيء.
بالأمس وبعد انتشار الخبر، تسربت معلومات مستقاة من مصادر اميركية عن ان تحديد موعد جديد لهيكل في واشنطن سيحصل في حال تنفيذ الاصلاحات المالية المطلوبة وتسريع عملية حصر السلاح بيد الدولة وغيرها من الخطوات المطلوبة، ما يعني ان الرسالة ليست موجهة لقائد الجيش فحسب انما للدولة اللبنانية برمتها، ذلك ان المؤسسة العسكرية غير معنية بالاصلاحات المالية. وتبعاً لذلك، على السلطة السياسية تلقفها والتصرف بهديها وإلا فالآتي من خلف الحدود أعظم.
تبدي مصادر سياسية مطلعة عبر'المركزية' خشية من ان تكون الفرصة الذهبية التي مُنحت دولياً للبنان واميركياً على وجه الخصوص، تبخرت بفعل المماطلة اللبنانية والتقاعس عن تنفيذ القرارات الحكومية والاصلاحات المالية ليدخل لبنان في عزلة دولية يستفيد منها محور الممانعة، ويرتاح اتباعه من الضغط الممارس عليهم لاستكمال مسار نزع السلاح ، متوقعة ان يكون جرس الانذار الذي قرعه خبر الغاء زيارة القائد بداية الغيث، فتعقبه خطوات تصعيدية اخرى، قد لا تنفع معها قنوات الاتصال المفتوحة مع الادارة الاميركية لتخفيف العقاب على لبنان وجيشه، الا اذا ابدى لبنان الرسمي تجاوباً عملياً مع المطالب الاميركية.
والانكى، تضيف المصادر، ان وقف برنامج المساعدات للمؤسسة العسكرية، إن حصل، فتداعياته ستكون كارثية، كون 90 في المئة من المساعدات متأتية من الادارة الاميركية ليس عينياً فحسب، بل على مستوى التدريب والمعدات.
وتفيد ان الجيش بعدما انتعش غداة الازمة التي عصفت بالبلاد وأصابت ضباطه وعناصره في مقتل، نتيجة تدني رواتبهم، سيجد نفسه في مأزق لا يستهان به، خصوصاً ان قرارات ادارية صدرت اخيرا بعودة العمل 5 ايام في الاسبوع في الوحدات الثابتة، ما يعني عملياً، قطع ابواب رزق لمن التحقوا بوظيفة ثانية الى جانب الجيش، لتحسين مستوى معيشتهم.
ازاء هذا الواقع، تشير المصادر الى ان السلطة السياسية فتحت كل خطوط الاتصال مع الدول المهتمة بلبنان وفي شكل خاص مجموعة 'الخماسية' التي تحرك سفراؤها في اكثر من اتجاه لمنع عزل لبنان، وتحريك المبادرة المصرية، على امل ان ينفع الضغط الاميركي في فتح مجرى يمكن ان يقود الى الحل، على غرار ما حصل في شرم الشيخ في شأن غزة، ويبقى ترقب موقف حزب الله بلسان الرئيس نبيه بري على الارجح، ونتيجة الحراك الدبلوماسي، لمعرفة اتجاه الرياح 'الخماسية' وما اذا كانت ستلفح لبنان سلباً ام ايجاباً.











































































