اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٣ أذار ٢٠٢٥
اعلن مصدران مطلعان لرويترز أن روسيا انتقدت بشدة حكام سوريا الجدد في اجتماع مغلق للأمم المتحدة هذا الأسبوع، وحذرت من صعود الجهاديين هناك وقارنت بين القتل الطائفي للعلويين والإبادة الجماعية في رواندا.
تأتي انتقادات موسكو لحكام سوريا الإسلاميين في الاجتماع المغلق على الرغم من الجهود التي تبذلها للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين على الساحل السوري، وهي المنطقة نفسها التي قتل فيها مئات من الأقلية العلوية الأسبوع الماضي.
واندلعت أعمال العنف في السادس من آذار/ مارس إثر هجوم على قوات الأمن الحكومية الجديدة، وُجهت أصابع الاتهام فيه إلى شخصيات عسكرية سابقة موالية للرئيس المخلوع بشار الأسد المنتمي للطائفة العلوية. وأدى هذا الهجوم إلى عمليات قتل واسعة النطاق لعلويين في عدة محافظات على يد جماعات تُتهم بالارتباط بالحكومة الجديدة.
ودعا الكرملين، الذي دعم الأسد قبل الإطاحة به وفراره إلى روسيا في كانون الأول/ ديسمبر ، يوم الثلاثاء إلى بقاء سوريا موحدة، مشيراً إلى أنه على اتصال بدول أخرى بشأن الأمر.
لكن تعليقاته في الإحاطة المغلقة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، والتي دعا إليها بالاشتراك مع الولايات المتحدة، كانت أكثر حدة مما يسلط الضوء على استراتيجية موسكو فيما تسعى لإعادة تأكيد نفوذها على مسار سوريا. ولم تُنشر هذه التعليقات سابقاً.
إقرأ أيضا: بوتين في أول تعلق على الهدنة في أوكرانيا.. أي اتفاق يجب أن يقود إلى سلام دائم
وقال مصدران مطلعان على الاجتماع إن المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا قارن بين أعمال القتل الطائفي والعرقي والإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 عندما تعرض التوتسي والهوتو المعتدلون لمذابح منهجية على يد المتطرفين الهوتو بقيادة الجيش الرواندي وميليشيا تعرف باسم إنتراهاموي.
ونقلا عنه قوله أمام الحاضرين إن 'أحدا' لم يوقف القتل في سوريا.
وعندما سُئل عما إذا كان يشبه العنف في سوريا بالإبادة الجماعية في رواندا، قال نيبينزيا لرويترز 'أقول ما أريد في المشاورات المغلقة، بناء على فرضية أنها مشاورات مغلقة ولا يخرج منها شيء'.
وقالت آنا بورشفسكايا الخبيرة في الشؤون الروسية بمعهد واشنطن إن موسكو تتخذ احتياطاتها، وذلك عند سؤالها عن سبب توجيه روسيا انتقادات أشد حدة في تصريحاتها بالأحاديث الخاصة مقارنة بالتصريحات العلنية.
وأضافت 'يريدون استعادة نفوذهم في سوريا ويبحثون عن طريقة للنفاذ. إذا بدأوا بانتقاد الحكومة علنا، فلن يعود هذا عليهم بأي جدوى'.
وتابعت 'تريد روسيا أيضا أن يُنظر إليها على أنها قوة عظمى، مساوية للولايات المتحدة، وتسعى إلى حل الأزمات بالتعاون مع الولايات المتحدة، وبالتالي فإن العمل بشكل خاص مع الولايات المتحدة في هذه المسألة يمنحها مزايا إضافية'.
'سيناريو العراق'
قال المصدران إن نيبينزيا انتقد حل الحكام الإسلاميين الجدد للجيش السوري والتقليص الهائل في أعداد العاملين في القطاع العام، وحذر من احتمال تكرار 'سيناريو العراق' الذي شهد سنوات من العنف الطائفي عقب الإطاحة بصدام حسين وتفكيك مؤسسات الدولة.
وبعد الإطاحة بالأسد في هجوم قادته هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة، أدمج الحكام الإسلاميون الجدد لسوريا بعض المقاتلين الأجانب في هيكل عسكري جديد.
ويقول منتقدون إن تسريح موظفين من القطاع العام استهدف إقصاء العلويين، وإن الحوار الوطني الذي عُقد الشهر الماضي لم يحتو الجميع.
وصرح الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع لرويترز في مقابلة هذا الأسبوع بأن إدارته لا ترغب في توزيع المناصب على أساس طائفي، وأن الحكومة الموسعة المقرر الإعلان عنها هذا الأسبوع قد تشمل علويين.
وقال إنه لا يريد رؤية 'قطيعة بين سوريا وروسيا'، وإن دمشق تريد الحفاظ على 'العلاقات الاستراتيجية العميقة' مع موسكو.
وقال المصدران إن روسيا قالت في الإفادة خلف الأبواب المغلقة إن تحركات الحكام الجدد أقامت 'أساساً فاسداً' للانتقال بعيداً عن عقود من حكم عائلة الأسد، وعبرت موسكو عن قلقها من أن المقاتلين 'الإرهابيين' الأجانب يلعبون 'دوراً هداما'.
وجاء في روايات شهود عن عمليات القتل الجماعي بمنطقة الساحل السوري أنه كان هناك أشخاص غير ناطقين بالعربية، مما يشير إلى احتمال مشاركة مقاتلين أجانب في أعمال العنف.
إقرأ أيضا: بالتزامن مع استهداف إسرائيلي لدمشق.. الشرع يوقع مسودة الإعلان الدستوري لسوريا
وأكد مبعوثون من الولايات المتحدة وفرنسا والصين أيضاً في الإحاطة المغلقة قلقهم إزاء وجود مقاتلين أجانب في سوريا وعلى حالة الانتقال السياسي في البلاد.
ويناقش مجلس الأمن، المؤلف من 15 عضواً، حالياً بياناً يدين العنف ويعبر عن القلق من تأثير ذلك على التوترات المتصاعدة بين الطوائف السورية، ويدعو السلطات المؤقتة إلى حماية جميع السوريين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم.
والموافقة على مثل هذه البيانات تتم بالإجماع. وعبر نيبينزيا لرويترز عن أمله في أن يصدر مجلس الأمن بيانا بشأن الوضع قريباً.
وعلق المجتمع الدولي استئناف تعامله مع سوريا إلى حد كبير على سير العملية الانتقالية، بما في ذلك مدى شمولها لمختلف الطوائف الدينية والعرقية في البلاد.