اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٧ كانون الثاني ٢٠٢٥
لايزال الغموض يسيطر على مستقبل العلاقات الروسية السورية، بالرغم من اشارات الغزل من الطرفين، لكن الحذر والترقب سيد الموقف، حيث بات السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه، لماذا الخارجية الروسية لم تفتح باب التواصل مع الادارة العسكرية الجديدة، التي سيطرت على المقاليد في سوريا، حيث باتت الوفود تتوافد لمقابلة أحمد الشرع وحكومته الحالية؟
منذ بداية التغيير في سوريا، وروسيا تعلن انها على تواصل مع القيادة الجديدة، وتحاول اعطاء اشارات بانها تعترف بالنظام الجديد، وتريد ترتيب علاقات معه، لكن لماذا الانتظار وعدم فتح قنوات جديدة، وكأن روسيا تنتظر المرحلة المقبلة، لكي تقيم تلك العلاقة، مع ملاحظة التالي:
1- روسيا حاولت تقديم نظرة جديدة، بانها غير مهتمة بنظام الاسد، وهي مهتمة بالتغيير الاتي، وسترتب العلاقات مع النظام المقبل، حسب تصريحات مندوبها في الأمم المتحدة.
2- روسيا أُخرجت من سوريا بترتيبات تركية، بعد عروض وزير الخارجية التركية الحالي هاكان فيدان، بأن القيادة الجديدة ستنظّم وجودها، بحال تخلّت عن دعم الاسد بطريقة هادئة.
3- خروج روسيا من سوريا كان هدفه الأساس فتح قنوات حوار مع الادارة الامريكية الجديدة، وهي تعلم جيدا بانه لا يمكنها مقايضة الملف السوري بالأوكراني، بل اعادة الثقة للحوار.
خروج روسيا من سوريا، كان هدفه الأساس، فتح قنوات حوار مع الادارة الاميركية الجديدة، وهي تعلم جيدا بانه لا يمكنها مقايضة الملف السوري بالأوكراني
استراتيجية روسيا
ان روسيا تحاول إدارة العلاقات مع النظام الجديد، وهذا ما فهم من تصريح مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا, بتاريخ 3 كانون الثاني الحالي، بأن القيادة الجديدة في سوريا تتصرف بكفاءة عالية، وروسيا مهتمة بازالة العقوبات الدولية عن النظام الجديد، عكس ما يروج بان سوريا مهتمة، بابعاد القواعد العسكرية الروسية، بل ترسل القيادة الجديدة اشارات لبقائها، ويؤكد بأن العلاقات مع دمشق، غير مرتبطة بنظام معين من خلال نظرتها للمستقبل بما يلي:
1-روسيا تحاول الحفاظ على وجودها في قاعدة طرطوس، كونها نقطة اساسية من اجل التخزين والتصليح، في حركة الملاحة باتجاه أفريقيا، وضمان موطئ قدم لها على المتوسط .
2- روسيا تحتفظ بالاسد في موسكو، من اجل المقايضة المستقبلية لتأمين وجوده العسكري والسياسي.
3-روسيا تحاول الإبقاء على فتح تجارة السلاح مع النظام السوري الجديد، بالرغم من معرفتها الكاملة بان السلاح الروسي، الذي تم تدميره من قبل إسرائيل بموافقتها، لن يتم هيكلته مجددا.
4-روسيا تصرح وتشدد على فتح باب التواصل مع النظام الجديد، من خلال توسيع الصفقات التجارية والاقتصادية.
روسيا تحتفظ بالاسد في موسكو من اجل المقايضة المستقبلية، لتأمين وجوده العسكري والسياسي
الدعم الغربي
من هنا، فان تأخر روسيا في فتح القنوات الدبلوماسية مع النظام السوري الجديد، يأتي من خلال العلم المطلق بانها خسرت سوريا، ولم يعد باستطاعتها الصمود فيها، بظل التمدد الامريكي والاوروبي الآتي الى المنطقة .
إقرأ أيضا: روسيا وسوريا الجديدة (1).. هكذا سقط «الحلف الإستراتيجي»!
واخيرا، فان الحركة الاوروبية واضحة تجاه سوريا، فالأوروبيون يريدون فتح القنوات، وينتظرون فتح أفعال القيادة الجديدة، لكن الوفود الاوروبية تقول علنا، بان على القيادة الجديدة في سوريا، اخراج التواجد الروسي في سوريا، لكي تستطيع مساعدة النظام السوري الجديد، وهذا ما اكدته وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك، اثناء زيارتها الى دمشق بتاريخ 3 كانون الثاني الحالي، بانه 'آن الأوان لخروج القوات الروسية من سوريا، لكي تتمكن سوريا من النهوض، والاستفادة من الدعم الغربي ورفع العقوبات الدولية، وإنهاء الحصار الذي فرض على نظام الاسد '.
إقرأ أيضا: روسيا وسوريا الجديدة (2).. حماوة في حميميم!
لذلك، فان المساعدات الغربية والاوروبية، باتت مرتبطة بتضييق الابواب امام الوجود الروسي في سوريا، وعدم السماح له بإمساك أوراق جديدة في الشرق الأوسط انطلاقا من البوابة السورية، التي سجل فيها هزيمة واضحة، ولكن لا يزال النظام الجديد صامتا، ولم يعلن بوضوح موقفه من الوجود الروسي، بالرغم من اعطاء اشارات بأنه يوافق على بقاء قواعده العسكرية مبدئيا.
إقرأ أيضا: روسيا وسوريا الجديدة (3): أخطاء.. جيوسياسية