اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
كتب غسان ريفي في 'سفير الشمال':
رسم الرئيس نبيه بري خارطة طريق للمرحلة المقبلة من خلال ثوابت إمام الوطن المغيّب السيد موسى الصدر، وسلسلة مسلمات أطلقها في الذكرى السابعة والأربعين لتغييبه ومشى فيها إلى منتصف الطريق بانتظار أن تلاقيه سائر المكونات السياسية لإنقاذ لبنان من الداخل والتضامن الوطني في مواجهة العدوان الاسرائيلي المستمر ضاربا بعرض الحائط إتفاق السابع والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٢٤.
حرص الرئيس بري على إنعاش الذاكرة لجهة أن “الثنائي دعم خطاب القسم وأعطى الثقة للحكومة وبيانها الوزاري”، ما يؤكد الالتزام بتسلسل الأولويات التي وردت فيهما وصولا إلى إستثمار السلاح في إستراتيجية الدفاع الوطني التي تؤمن قوة لبنان ومنعته وإستقراره.
وعبر بري عن “الإستياء الشديد من خطاب الكراهية الذي ينتشر بكثافة، ومن التنمر على طائفة مؤسِسة، ومن العقول الشيطانية التي تشكل خطرا على الوطن أكثر من سلاح المقاومة” رافعا إياه إلى مصاف العزة والشرف والكرامة خصوصا انه ساهم في حماية لبنان وفي تحرير أرضه، محذرا في الوقت نفسه من “إجتماع الجهل والتعصب”.
ووجه الرئيس بري دعوة مباشرة إلى الحوار، مؤكدا “الانفتاح الكامل لمناقشة مصير السلاح بمسؤولية وطنية وليس تحت التهديد والقفز فوق الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري والاتفاق الذي نفذه لبنان ولم تلتزم به إسرائيل التي وبعد إقرار الحكومة الورقة الأميركية زادت من عدوانها ووسعت من نطاق إحتلالها”، لافتا إلى أن “القرى المحتلة ليست شيعية فقط بل فيها بلدات سنية وأخرى متنوعة طائفيا ومذهبيا”، وذلك في رد على كل من يعتبر أن المقاومة طائفية أو مذهبية بل هي عندما تدافع عن أرض الجنوب تزود عن كل الوطن بكل مكوناته على مختلف توجهاتها.
ورفض بري “رمي كرة النار في حضن الجيش اللبناني درع الوطن وحصنه الحصين ويؤدي دورا مقدسا في الجنوب”، وفي ذلك تحذير من زج الجيش في مواجهة شعبه أو التضحية به لمصالح خارجية.
ودافع الرئيس بري موقف عن الوزراء الشيعة بالانسحاب من جلستيّ الخامس والسابع من آب مؤكدا أنه “ليس موقفا طائفيا بل وطنيا”، وذلك في رسالة قرأتها بعض المصادر تحمل تهديدا بتكرار إنسحاب الوزراء الشيعة من جلسة الحكومة يوم الجمعة المقبل في حال لم يصل مجلس الوزراء إلى حلول تحمي البلاد، خصوصا أن ورقة توم باراك تتضمن بندا بضرورة موافقة الأطراف المعنية، وبما أن إسرائيل عبرت عبر بيان مكتب نتنياهو أنها لن تقوم بأي خطوة تجاه لبنان، فإن ذلك يجعل الورقة بحكم الملغاة، وقد عبر نائب رئيس الحكومة طارق متري عن ذلك صراحة ما من شأنه أن يعزز التباينات في مجلس الوزراء حول المضي في هذه الورقة التي تجاوزت سحب السلاح إلى فرض إتفاق جديد بدلا من إتفاق وقف إطلاق النار.
ولفت بري إنتباه الحكومة واللبنانيين إلى الخارطة التي قدمها نتنياهو حول إسرائيل الكبرى التي تضم لبنان الذي كان شاهدا على زيارة رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الى أرض الجنوب وتأكيده على أن لا تراجع ولا إنسحاب، وحرص بري في هذا الاطار على التحصن بالشرعية الدولية والمواثيق الأممية التي تشرع المقاومة بوجود الاحتلال، الأمر الذي يجعل الورقة الأميركية والقرارات الحكومية مناقضة لتلك الشرعية.
قال الرئيس نبيه بري كلمته ومشى تاركا لمن يعنيهم الأمر قراءة ما بين السطور والبناء على ما تتضمنه وملاقاته، فاتحا الباب أمام ثوابت الامام موسى الصدر حول دور لبنان وموقعه ورسالته والسلم الأهلي والوحدة الوطنية.
واللافت أن الزعيم وليد جنبلاط إستبق كلمة حليفه ودعا إلى إعتماد الحوار لأن الخيار العسكري لا يشكل حلا، وتناغمَ مع موقفه حول الورقة الأميركية، مؤكدا أنها “تتضمن إملاءات إسرائيلية”، لتتسع بذلك الجبهة المعارضة لها وصولا إلى إمكانية فرض وجودها في مجلس الوزراء الذي قد يتبنى خطة الجيش ويمنحه مساحة زمنية مفتوحة تنزع فتيل الانفجار أو أن يصرّ على المضيّ بقرارات الجلستين السابقتين ويضع البلاد برمتها على فوهة بركان.
في غضون ذلك تتجه الأنظار إلى أن يبادر رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى التخفيف من الاحتقان بالدعوة إلى طاولة حوار وطني..