بالأرقام: طرابلس التي لم تشطب المرشحين المسيحيين

بعد أيام على انتهاء العملية الانتخابية الاختيارية والبلدية، تهدأ النفوس ويخفت الكلام العاطفي والتحريضي لتبقى الأرقام لغة الفصل الحقيقية. في العودة إلى نتائج الانتخابات البلدية في مدينة طرابلس التي لم ينجح فيها مرشح مسيحي واحد، هل تم التشطيب وبشكل متعمد للمرشحين المسيحيين؟

يبلغ عدد الناخبين في مدينة طرابلس حسب لوائح الشطب 204126 ناخباً من ضمنهم 22687 علوياً و 11714 مسيحياً موزعين على الشكل التالي: 6299 روم أرثوذكس، 3412 مارونياً، 855 روم كاثوليك، 1148 أقليات: أرمن وسريان وكلدان وأشوريين وإنجيليين.

يتركز التواجد المسيحي بالدرجة الأولى في الزاهرية، من ثم التل فالقبة، فيما ينعدم تقريباً في باقي الأحياء.

اقترع في هذه الانتخابات 26 % من الناخبين الطرابلسيين أي ما مجموعه 53070 ناخباً.

كان في طرابلس 118 مرشحاً على المجلس البلدي من بينهم 11 مرشحاً مسيحياً توزعوا على 4 لوائح رئيسية وأخرى ثانوية ومنفردين.

نال الفائز الأول وائل سهيل زمرلي 11523 صوتاً وآخر الناجحين جلال أحمد الست 8262 صوتاً.

نال أول الخاسرين عصمت نور صالح 8238 صوتاً، تلاه محمد صفوان الشهال 8146 صوتاً، من ثم فلاح صلاح الدين النمل 8130 صوتاً، وأتى من بعده المرشح المسيحي الماروني رشيد إدمون الشبطيني مع 8069 صوتاً.

في العودة إلى التصويت المسيحي، في حال صوتوا بنسبة 26 % كالناخبين المسلمين وأعطوا كل أصواتهم للمرشح الشبطيني، عندها سينال 3046 صوتاً مسيحياً و 5023 صوتاً مسلماً سنيّاً وعلويّاً.

أما باقي المرشحين المسيحيين، فقد نال الخاسر المسيحي الثاني اسبريدون عبد الله سميرة 6772 صوتاً، والخاسر الثالث وليد نديم الحمصي 6294 صوتاً.

بالعودة إلى دورات سابقة من الانتخابات النيابية والبلدية، لم تتعد نسبة التصويت المسيحي في طرابلس نصف التصويت العام وحتى أقل. وفي هذا السياق يؤكد بعض المتابعين للانتخابات أنه لم يتعدّ عدد المقترعين المسيحيين في هذه الدورة 1500 ومن الصعب الوصول إلى 2000 ناخب.

قد يشير البعض إلى أن الناخبين العلويين ربما صوتوا للمرشحين المسيحيين، إذ ينحصر الوجود العلوي في التبانة والقبة. وفي حال استثناء أحياء التل والزاهرية والقبة والتبانة حيث التصويت علوي ومسيحي بنسب معينة وأقل من نصف المقترعين، يكون المسيحيون قد نالوا آلاف الأصوات في الأحياء السنية تضاف إليهم الأصوات السنية في التل والزاهرية والقبة والتبانة.

(*) باحث