اخبار لبنان
موقع كل يوم -التيار
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
خاص tayyar.org -يجد “حزب الله” نفسه أمام مفترق حاسم، تتقاطع فيه ضرورات الحماية الذاتية مع تحديات الحفاظ على الدور الإقليمي. فالمقترح الذي حمله الموفد الأميركي توم بارّاك إلى بيروت، يُقدَّم كفرصة لتجنيب لبنان تبعات الحرب الإيرانية–الإسرائيلية، لكنه لا يخلو من تعقيدات.بالنسبة إلى الحزب، القبول بهذا العرض ليس بلا شروط. فهو يطلب مسبقا ضمانات ملموسة: من إطلاق الأسرى، ووقف الاغتيالات، إلى تعهد بإعادة الإعمار ورسم العلاقة مع النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع. والحزب لا يرى في التفاهمات مجرد وقفٍ للقتال، بل معادلة لحماية موقعه داخلياً وإقليمياً.ولا ريب أن كلام أمينه العام الشيخ نعيم قاسم سعّر الجدل والنقاش في ماهية المرحلة المقبلة ومدى قدرة الحكم على تنفيذ تعهداته في تحييد السلاح خارج الدولة واستردادها السيطرة عليه. وثمة من قرأ كلام قاسم كمؤشر إلى رفض الحزب العرض الأميركي، مما فتح باب التأويل حول نواياه: هل هو يناور في سياق تفاوضي، أم اتّخذ قرارا نهائيا لا عودة عنه بالمواجهة ورفض تسليم السلاح؟الواضح أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في هذا الشأن، ولبنان على حافة تصعيد قد يدفع ثمنه غالياً، فيما سقف الحزب هو بين حدّي الرفض المشروط والتفاوض القاسي، انطلاقا من اعتقاده أن حماية لبنان لن تتحقق إلا ضمن معادلة تحفظ توازنه ولا تُقصيه.