اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
يمضي اللبنانيون في التحضير لعيدي الميلاد ورأس السنة بمزيد من التفاؤل، بعد ابتعاد شبح حرب إسرائيلية موسعة، نتيجة انتقال الأمور بين لبنان وإسرائيل إلى مربع جديد عنوانه التفاوض تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية، وتبادل اقتراحات أبعد من وقف إطلاق النار وحصر الأمور بشؤون أمنية، وإن كان الهدف الأولي الأساسي للبنان هو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الموقع 27 نوفمبر 2024.
إلا أن الجلسة رقم 20 للجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) المقررة 19 الجاري في الناقورة بمقر قوات «اليونيفيل»، والثانية التي تعقد برئاسة ممثلين مدنيين لبناني هو السفير سيمون كرم وإسرائيلي هو المدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي أوري رزنيك، والتي تترأسها المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، ستشهد الانتقال نحو خطوات ميدانية على الأرض تتعلق بنقاط حدودية والمنطقة الفاصلة من الجهة اللبنانية للحدود الشمالية لإسرائيل، والتي تطالب بجعلها منطقة عازلة، وإن كان لبنان اتخذ خطوات لقيت استحسانا دوليا بجعل جنوب الليطاني منطقة خالية من السلاح غير الشرعي، ومن حركة المسلحين.
توازيا، يواصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خطواته للدفع بملف التفاوض نحو التقدم، ويزور للغاية سلطنة عمان لعرض وجهة النظر اللبنانية.
إلا أن ذلك لا يمنع التوقف عند ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، نقلا عن مصادر أميركية، نسبت إليها الصحيفة ان الرئيس دونالد ترامب دخل على خط الوساطة المباشرة لمنع تصعيد واسع مع لبنان. وفسر مراقبون أن التلويح الإسرائيلي المستمر بالتصعيد يأتي ضمن سياسة «التفاوض تحت النار» ووضع مزيد من الضغوط على الجانب اللبناني من بوابة الأمن وتهديد الاستقرار في البلاد. وقال مرجع سياسي لـ «الأنباء»: لا يمكن لإسرائيل أن تذهب إلى تصعيد واسع، في ظل معارضة دولية شاملة لأي حرب على لبنان، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية التي تدعو إلى إعطاء المسار الديبلوماسي والحوار الوقت الكافي. ولا يستبعد المصدر استمرار أو توسيع الاستهدافات التي يقوم بها الطيران الإسرائيلي تحت سقف وتيرة الاعتداءات التي لم تتوقف منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، وإن كانت هذه الغارات تخف حينا وترتفع أحيانا وفقا لمستويات الضغوط الإسرائيلية والاتصالات الديبلوماسية الدولية. وفي مواجهة الضغوط الإسرائيلية وحملة التشكيك التي يتعرض لها، وبعد عرضه أمام وسائل الإعلام المحلية والدولية بعضا مما حققه من خلال جولة ميدانية على المواقع الحدودية والأنفاق التي تم تعطيلها، يستعد الجيش اللبناني لتكرار الأمر مع الديبلوماسيين عندما تسمح حالة الطقس بذلك، لدحض أي تشكيك بما تم من جهود غير عادية، كما أن زيارة وفد سفراء مجلس الأمن الدولي إلى المنطقة الحدودية أوفت بالمطلوب، وإن كانت البقعة الجغرافية التي زارها الوفد محدودة نسبيا. وفي إطار التحرك الديبلوماسي، تنشط حركة الاتصالات هذا الأسبوع مع وصول الموفد الفرنسي جان ـ إيف لودريان إلى بيروت اليوم ومباشرة اتصالاته، علما أن أمامه ملفات عدة ليتناولها بالبحث والنقاش، بعدما أصبح خبيرا بخفايا السياسة اللبنانية و«زواريبها»، وفي مقدمها موضوع الاستقرار الأمني على الحدود وتجنب أي حرب، إضافة إلى إمكانية عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني، والتي كانت تعثرت مرات عدة. كما سيناقش الموفد الفرنسي الوضع على الحدود والبحث في بدائل للقوات الدولية بعد انتهاء مهمتها نهاية السنة المقبلة، خصوصا أن وجود قوى دولية تحت أي عنوان أو مسمى، من الضروريات في المرحلة المقبلة لمساعدة الجيش اللبناني على تثبيت الاستقرار الأمني. البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قال في عظة الأحد الأسبوعية من بكركي: لبنان يحتاج إلى رحمة على مستوى السياسة كي تتحول السلطة إلى خدمة، والحكم إلى مسؤولية، والقرار إلى ضمير. وعلى مستوى الاقتصاد كي تفتح أبواب العمل، وتنقذ العائلات من أثقال الأزمة. وعلى مستوى المجتمع كي يبقى الإنسان في قلب الاهتمام، بكرامته، وقدرته، وحقوقه. وعلى مستوى الشراكة الوطنية كي تعود الثقة بين مكونات الوطن، ويعود لبنان بلد العيش معا، لا بلد الانغلاق والخوف. الرحمة ليست ضعفا في السياسة، بل هي قوة تصنع التغيير.. إن اسم المرحلة رحمة، واسم الحكم خدمة، واسم السياسة ضمير، واسم الدولة كرامة الإنسان. نحن بحاجة إلى رحمة تترجم بمسؤولية صادقة، احترام القانون، حماية الضعيف، دعم المؤسسات، خلق فرص للمستقبل، ورؤية لا ردات فعل.











































































