اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٤ شباط ٢٠٢٥
لم يكن مجرد ضابط أمني عادي، بل كان اسمه يرتبط بأكثر الفصول دموية في تاريخ سوريا ولبنان. اللواء محمد إبراهيم الشعار، وزير الداخلية السوري الأسبق، الرجل الذي لُقّب بـ«جزار صيدنايا» و «سفّاح طرابلس»، بات اليوم في قبضة السلطات السورية الجديدة بعد أن سلّم نفسه.
من قيادة الأمن العسكري في حلب وطرطوس، إلى رئاسة فرع المنطقة 227 في دمشق، وصولًا إلى أدواره في لبنان خلال حقبة الاحتلال السوري، كان الشعار واحدًا من أكثر الشخصيات الأمنية نفوذًا وإجرامًا.
وقال الشعار لقناة «الحدث» أثناء تسليم نفسه اليوم الثلاثاء: «ضميري مرتاح وكنت أعمل وفق القانون (..) وزارة الداخلية ليس لديها سجون مخفية وكان اللجان الدولية والصليب الدولي كانت تدخل إلى السجون وكل السجون وكل الأمور التي ترتبط بالعمل الإنساني كانت بإشراف القضاء والأمم المتحدة».
وأضاف «ما عنا شي نخبيه (..) السجون التي تعنيهم (المعارضين) ليست تابعة لوزارة الداخلية وليست بعهدتها، سجون وزارة الداخلية تختلف كثيرا وفيها مواصفات تهدف إلى تحسين ما أمكن من ظروف السجين». وأردف «لا علاقة لنا بالسجون الأخرى ولا نعرف عنها شيء».
من هو اللواء محمد الشعار؟
شخصية أمنية سورية بارزة، شغل عدة مناصب مهمة في الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية إبان نظام الأسد. ولد عام 1950 في منطقة الحفة بمحافظة اللاذقية، والتحق بالقوات المسلحة السورية عام 1971. تدرج في الرتب والمناصب حتى وصل إلى مناصب قيادية عليا.
المناصب التي شغلها
جزّار صيدنايا وتدمر
يُلقَّب محمد الشعار بـ«جزار صيدنايا» نظرًا لدوره المزعوم في مجزرة سجن صيدنايا عام 2008. في ذلك العام، شهد السجن تمردًا من قبل السجناء، وقامت القوات الأمنية بقمعه بعنف، مما أدى إلى مقتل العديد من المعتقلين. تُتهم السلطات السورية، بما في ذلك الشعار، بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال هذا القمع.
بالإضافة إلى ذلك، يُنسب إلى الشعار أدوار في انتهاكات أخرى، مثل مجزرة سجن تدمر في عهد الرئيس حافظ الأسد. هذه الأحداث أسهمت في تشكيل سمعته كأحد أبرز الشخصيات الأمنية المتهمة بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان في سوريا.
محمد الشعار سفّاح طرابلس
خلال فترة الثمانينات، كان للواء الشعار دور بارز في لبنان كأحد ضباط شعبة المخابرات العسكرية السورية. تولى مسؤولية الأمن في مدينة طرابلس، وعُرف بلقب «سفاح طرابلس» بسبب تورطه في مجزرة باب التبانة عام 1986، التي راح ضحيتها نحو 700 مدني، غالبيتهم من الشباب الذين لم يتجاوزوا السابعة عشرة من العمر.
بالإضافة إلى ذلك، يُنسب إليه المسؤولية عن مقتل خليل عكاوي، المعروف ب«أبو عربي» أحد أبرز قياديي منطقة باب التبانة في طرابلس.
بعدها، واجه الشعار بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال خدمته في لبنان، مما دفع بعض الجهات إلى تقديم بلاغات قانونية ضده.
محمد الشعار يسلم نفسه
في تطور لافت، سُلّم اللواء محمد إبراهيم الشعار نفسه للسلطات السورية بحسب ما أظهرت صورة حديثة له وفيديو وهو في سيارة تابعة للقوات الأمنية، مما أثار تساؤلات حول الأسباب والملابسات المحيطة بهذا الحدث.
تجدر الإشارة إلى أن الشعار تعرض لمحاولتي اغتيال، الأولى في تفجير استهدف مقر الأمن القومي بدمشق في 18 تموز 2012، والثانية في تفجير أمام مبنى وزارة الداخلية السورية في كفرسوسة يوم 12 كانون الأول 2012، حيث نُقل على إثرها إلى بيروت لتلقي العلاج.
إقرأ/ي أيضا: صرخة طرابلسية: هذا ما صنعه «حافظ الأسد» في مدينتي؟