اخبار لبنان
موقع كل يوم -قناة المنار
نشر بتاريخ: ١٣ أيار ٢٠٢٥
في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية، زار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، يرافقه وزير العدل عادل نصار، سراي طرابلس، حيث تزامنت الزيارة مع اعتصام مواطنين احتجاجًا على تأخر إعلان نتائج الانتخابات البلدية، وسط انتشار أمني كثيف في محيط قصر العدل.
وأكد الحجار أن عملية فرز الأصوات مستمرة بشفافية ونزاهة، مشددًا على أنه 'لن يُمسّ بأي صندوق اقتراع'، وأن 'لجان القيد تعمل تحت إشراف مباشر من قضاة'، داعيًا المواطنين إلى انتظار صدور النتائج النهائية بهدوء.
من جهته، أعلن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في طرابلس، مؤكّدًا حرصه على ضمان نزاهة العملية الانتخابية ومنع وقوع أي مخالفات. كما دعا المتظاهرين إلى ضبط النفس، مؤكّدًا أن الحكومة لن تتهاون مع أي محاولة تلاعب أو تزوير.
من حقّ الطرابلسيين، أن يتساءلوا عن أسباب التأخير في إعلان نتائج الانتخابات البلدية، رغم أن نسبة الاقتراع لم تتجاوز 25%، وهي نسبة أقل بكثير من تلك التي سُجّلت في الدورات السابقة. ورغم تدنّي نسبة المشاركة، فإن عملية الفرز تسير ببطء شديد، ولم تُعلن حتى الساعة أي نتائج رسمية، باستثناء ما يصدر عن الماكينات الانتخابية، التي تواصل عملها بصمت وتكتّم.
ووفق ما أفادت به مصادر من داخل قصر العدل في طرابلس، فإن عملية الفرز شملت حتى الآن حوالي 270 صندوقًا من أصل 295، ما يعني أن 25 صندوقًا ما زالت قيد الفرز، وهو ما قد يُرجّح استمرار العملية إلى ما بعد الساعة السابعة مساءً، لا سيما أن الفرز يتم يدويًا وببطء شديد.
وعن المعطيات التي توفّرت من الماكينات الانتخابية، فقد أفادت ماكينة النائب أشرف ريفي بأن لائحة 'رؤية طرابلس' التي تضم كلاً من ريفي، كرامي، كبارة وطه ناجي، تتجه نحو الفوز. في المقابل، قالت ماكينة 'لائحة المشاريع' إن لائحة 'التوافق السياسي' حصدت حتى الآن 14 مقعدًا وفق نتائج غير رسمية.
أما التقديرات العامة المتوفرة من الماكينات الأخرى، فتشير إلى تقارب في النتائج بين 'رؤية طرابلس – التوافق السياسي' بنحو 13 مقعدًا، مقابل 11 مقعدًا للائحة 'النسيج' المدعومة من النائب إيهاب مطر، فيما حصدت لائحة 'حراس المدينة' مقعدًا واحدًا فقط.
ورغم عدم صدور نتائج رسمية بعد، إلا أن الأسماء التي تم التداول بها ضمن الفائزين حتى الآن تُظهر انسجامًا وتوافقًا تامًّا، ما يُمهّد لتشكيل مجلس بلدي توافقي جامع، بعيدًا عن الانقسامات السياسية. ويُتوقع أن يُنتخب عبد الحميد كريمي رئيسًا للمجلس البلدي، وهو المرشح الأبرز حاليًا، والذي يُشارك في أعمال الفرز داخل لجان القيد.
وفي مشهد لافت داخل مراكز الفرز، رُصدت أخطاء في تدوين الأصوات، حيث تبيّن أن أحد المرشحين سُجّلت له في البداية 38 صوتًا فقط، لكن بعد إعادة الفرز ارتفع الرقم إلى 83، ما يؤكد وجود خلل في عمل اللجان. ويُعزى هذا الخلل إلى ضعف الخبرة لدى عدد من العاملين في لجان القيد، سواء في عملية الفرز أو التدوين، ما فاقم من تأخير صدور النتائج.
في هذا السياق، تشير بعض الماكينات إلى أن النتائج غير الرسمية ستُعلن عند الساعة الثانية فجرًا، فيما تَتوقّع أخرى صدورها النهائية قرابة السابعة صباحًا. وكان من المفترض أن تصل لجان احتياطية لتسريع عملية الفرز، بحسب ما أُبلغ به عند وصول وزيري الداخلية والعدل إلى طرابلس، لكن ذلك لم يتحقّق، ربما بسبب اعتراض بعض اللجان على القدوم إلى المدينة، على خلفية الفوضى والاعتصامات التي رافقت العملية الانتخابية خلال الأيام الماضية.
وفي المحصلة، تبقى الأمور مرهونة بالساعات المقبلة، وبالقرارات التي سيتّخذها القضاء ووزيرا الداخلية والعدل في ما يخص استكمال عملية الفرز وإعلان النتائج رسميًا.
المصدر: موقع المنار