"بلومبرغ": أسعار الغاز المتقلبة تظهر هشاشة السوق الأوروبية

وكالة 'بلومبرغ' الأميركية تقول إنّ 'سوق الغاز الهش في أوروبا يُظهر مخاطر إعادة إغراق أوروبا في الأزمات'، مشيرةً إلى أنّ التقلبات في الأسعار وصلت إلى مستويات قياسية.

قالت وكالة 'بلومبرغ' الأميركية إنّ 'سوق الغاز الهش في أوروبا يُظهر مخاطر إعادة إغراق أوروبا في الأزمات'.

وبحسب الوكالة، 'قدّمت التقلبات الهائلة في الأسعار الناجمة عن سلسلة من الانقطاعات الصغيرة في منشآت الغاز في النروج، والإغلاق المخطط له لموقع إنتاج رئيسي في هولندا، لمحةً عن مدى هشاشة السوق عند أي تهديد بتعطيل إمدادات المنطقة'.

وقالت الوكالة إنّ التجار لديهم 'كل الأسباب للشعور بالراحة، فمواقع التخزين ممتلئة أكثر من المعتاد، والطلب في آسيا لا يزال صامتاً'. ومع ذلك، تضيف 'بلومبرغ' أنّ 'التقلبات وصلت إلى مستويات لم نشهدها منذ ذروة الأزمة'.

ورأت الوكالة أنّ الافتقار إلى الاستقرار يُعدُّ 'خبراً سيئاً للعملاء الصناعيين، وللبنوك المركزية التي تحاول قياس مدى الضغط على الاقتصادات ذات المعدلات الأكثر صرامة لإبقاء التضخم تحت السيطرة'.

وأضافت 'بلومبرغ' أنّ 'حقيقة أنّ السوق تصدر علامات الخطر مرة أخرى في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لاستعادة بنيتها التحتية للطاقة، قد لا تبشّر بالخير بالنسبة لكفاح البنك المركزي الأوروبي لاحتواء التضخم المستمر'.

وعلى الرغم من أن ضغوط التكلفة قد خفّت بشكل كبير منذ ارتفاعها، تشير الوكالة الأميركية إلى أنّها 'لا تزال تضعف النشاط الصناعي'، حيث حذّر التجار من أنّ بعض الطلب قد يُفقد بشكل دائم، لأن العديد من الشركات المصنّعة التي قلّصت الإنتاج لم تستأنف العمليات العادية بعد.

ولفتت الوكالة إلى أنّ الصيف الذي قد يكون 'أحرّ من العادة'، قد يرفع الطلب على الطاقة للتبريد، موضحةً أنّ عودة الطلب على الغاز الطبيعي المسال من الصين في وقت لاحق من العام 'قد يجعل أوروبا متشددة خلال الأشهر الحاسمة من أجل التسخين'.

وقبل أيام، ذكرت الوكالة أنّ ألمانيا قد تضطر إلى تقليص الطاقة الصناعية، أو حتى إيقافها إذا لم يتم تمديد اتفاقية نقل الغاز الأوكرانية مع روسيا، حيث تنتهي صلاحيتها في نهاية العام المقبل، وذلك وفقاً لوزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك.

وأشار الوزير الألماني إلى أنّه 'لا يوجد سيناريو آمن لكيفية سير الأمور'، لافتاً إلى أنّ القدرة الإضافية ستكون ضرورية للحفاظ على الإمداد لكلٍ من شرقي ألمانيا، وأوروبا الشرقية أيضاً.

وصرّح بأنّه إذا لم يصل الغاز الروسي إلى أوروبا الشرقية بالقدر نفسه الذي لا يزال يتدفق عبر أوكرانيا، فإنّ ما تمّ الاتفاق عليه في أوروبا هو أنّه 'قبل أن يتجمد الناس هناك، سيتعين علينا خنق صناعتنا أو حتى إغلاقها'.