اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
في خطوة تعيد تشكيل مشهد العلاقات الأميركية مع الشرق الأوسط، يستهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أولى زياراته الخارجية في ولايته الرئاسية الثانية بجولة خليجية. وتأتي هذه الجولة في توقيت حساس تشهده المنطقة والعالم، حيث تتصاعد التوترات مع إيران، وتتواصل مفاوضات إقليمية شائكة، إلى جانب تحولات دولية بارزة. وتحمل زيارة ترامب دلالات رمزية وسياسية كبيرة، خاصة أنها تعيد تكرار بدايات ولايته الأولى، حين اختار الرياض أيضًا كوجهة أولى، ما يعكس ثباتًا في رؤيته للمنطقة وأهمية الشراكة مع دول الخليج.
وفي التفاصيل، يبدأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء 13 أيار 2025، سلسلة زيارات تشمل السعودية وقطر والإمارات، في مستهل أول جولة خارجية رسمية له منذ توليه ولايته الرئاسية الثانية.
ومن المقرر أن تمتد الزيارة من 13 إلى 16 أيار الجاري. وكما جرى في ولايته الرئاسية عام 2017، ستكون الرياض وجهة الرئيس الأميركي الخارجية الرسمية الأولى (باستثناء حضوره مراسم تشييع جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان).
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إلى أنه 'بعد 8 سنوات، سيعود الرئيس ترامب ليُعيد التأكيد على رؤيته المُستمرة لشرق أوسط فخور ومزدهر وناجح، حيث تقيم الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط علاقات تعاون، وحيث يتم هزيمة التطرف ليحل محله التبادل التجاري والثقافي'.
وشددت ليفيت على أن جولة الرئيس ترامب تسلط الضوء على 'وقوفنا على أعتاب العصر الذهبي لكل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط متحدين برؤية مشتركة للاستقرار والفرص والاحترام المتبادل'.
ومن المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع العديد من الاتفاقات التجارية بين واشنطن والرياض والدوحة وأبو ظبي.
وفي التفاصيل، تستعد منطقة الخليج لجولة ترامب عليها غداً، حيث ستشمل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني الماضي، ويعوّل المراقبون عليها لإطلاق حلول لأزمات المنطقة، في الوقت الذي شهدت سلطنة عمان أمس الجولة الرابعة من المفاوضات الأميركية- الإيرانية حول الملف النووي الإيراني ودور إيران ونفوذها الإقليمي.
وتستعد دول الخليج لاستقبال ترامب في جولته التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، وسط تساؤلات حول دوافع هذه الزيارة وأهدافها في ظلّ تحوّلات إقليمية ودولية متسارعة، من الحرب الأوكرانية إلى التصعيد مع إيران، مرورًا بالمفاوضات الدائرة حول قطاع غزة والاتفاق الأميركي ـ الحمساوي حوله. وتُمثّل هذه الجولة الترامبية محاولةً لتعزيز التحالفات التقليدية، لكنها تثير أيضًا إشكاليات تتعلق بمدى قدرة واشنطن على الحفاظ على دورها كفاعل مركزي في منطقة تزداد انزياحًا نحو تعددية قطبية.
وبينما تنطلق جولة ترامب الخليجية وسط ترقّب إقليمي ودولي، تبقى نتائجها رهنًا بمدى قدرتها على تحقيق توازن بين المصالح الأميركية والتحولات الجديدة في المنطقة. ففي ظل تزايد النفوذ الدولي المتنوع وتراجع مركزية الدور الأميركي التقليدي، تمثل هذه الجولة اختبارًا حقيقيًا لمدى فاعلية السياسة الأميركية في إعادة تموضعها كشريك موثوق وفاعل في الشرق الأوسط. ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستكون هذه الزيارة بداية لعهد جديد من التعاون أم مجرد محاولة لإعادة تأكيد النفوذ في زمن التعددية القطبية؟