اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة النهار اللبنانية
نشر بتاريخ: ١٢ أذار ٢٠٢٤
شنّ الطيران الإسرائيليّ غارات على البقاع لليوم الثاني على التوالي، ما أدّى إلى تدمير عدد من المنازل وسقوط مدنيين. فيما ردّ 'حزب الله' بسلسلة عمليّات مستخدماً صواريخ مختلفة لقصف مواقع إسرائيليّة على طول الحدود مع لبنان، وأخرى في الجولان السوريّ.
عن هذه التطوّرات يقول الباحث الاستراتيجيّ العميد المتقاعد الياس حنّا، لـ'النهار' إنّ الغارات على البقاع تأتي في سياق الحرب الدائرة بين 'حزب الله' وإسرائيل، وإنّ 'الغارات لا تستهدف مواقع ذات ثقل استراتيجيّ بالنسبة إلى 'الحزب'، على عكس الاستهدافات في الجنوب'، خصوصاً وأنّ لـ'حزب الله' عمقاً عملانياً في البقاع وصولاً إلى القصير، واضعاً ذلك في إطار محاولة إسرائيل 'الضرر بسمعة 'حزب الله' ضمن بيئات محدّدة.
ويشير العميد حنّا، إلى أنّ 'ما يشهده لبنان اليوم هو حرب حقيقية، لا توجد فيها قواعد اشتباك بالمعنى الذي يعرفه اللبنانيون'. إذ انّ الطرفين يقومان بتوسيع رقعة القصف أو تصعيده بناء على حسابات سير المعركة، مع وجود ضابطين لإيقاعها هما الولايات المتّحدة وإيران.
ويلفت في حديثة لـ'النهار' إلى عمليات الاغتيال التي نفّذتها المسيّرات الإسرائيليّة وغيرها في الجنوب ضدّ قيادات ميدانية، إلى جانب القصف الكثيف للقرى ومواقع عسكرية حزبية، لكنّ هذا الأمر لم يحدث في البقاع. مع الإشارة إلى أنّ طبيعة الجنوب الجغرافية معروفة للإسرائيليّ ومراقبة على مدار الساعة.
وينطلق العميد حنّا من هذا الواقع ليؤكّد على أنّ الحرب الدائرة اليوم، مختلفة عن تلك عام 2006، 'الآن هي حرب مواقع مع استهداف عناصر محدّدة، وهي حرب اختبار للمنظومات العسكرية عند الطرفين'، والأهمّ من ذلك أنّ 'حزب الله' يقول للإسرائيليّ سأعمل على وقف إطلاق النار بالتزامن مع توقّفه في غزّة، لكن لا تحاول الاستدارة نحو الجنوب اللبنانيّ بعد غزّة' ويختم بالقول: 'إنّها حرب استباقية يخوضها حزب الله'.
ومنذ بدء التصعيد، بقيت الضربات محصورة إلى حدّ كبير في المنطقة الحدودية في البلدين، على الرغم من أنّ إسرائيل تنفّذ أحياناً ضربات في العمق اللبنانيّ.
واستهدفت إسرائيل محيط مدينة بعلبك، الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر من الحدود الجنوبيّة، للمرّة الأولى في 26 شباط الماضي.
وفي بيان صدر اليوم الثلثاء، أعلن الجيش الإسرائيليّ أنّه استهدف نحو 4500 هدف لـ'حزب الله' خلال الأشهر الخمسة الماضية في لبنان وسوريا المجاورة، وأوقع 300 قتيل بين مقاتلي الحزب و750 إصابة.
ومنذ بدء التصعيد، قُتل 319 شخصاً على الأقلّ، بينهم 217 مقاتلاً من 'حزب الله' إضافة إلى 54 مدنياً في لبنان، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة 'فرانس برس' استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانيّة.
ويكرّر 'حزب الله' التأكيد أنّ وقف هجماته ضدّ إسرائيل مرتبط بالتوصّل إلى وقف إطلاق نار في غزّة. لكنّ وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت شدّد مؤخّراً على أنّ أيّ هدنة في غزّة لن تحيّد إسرائيل عن هدفها: إبعاد 'حزب الله' من جنوب لبنان، محذّراً من أنّه إذا تعذّر إيجاد حلّ دبلوماسيّ للوضع 'فسنفعل ذلك بالقوّة'.