اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
أنجز لبنان المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، بنسب متفاوتة من المقترعين، وأفرزت جملة من المتغيرات والثوابت في المشهد الانتخابي.
ومن المتوقع أن تترك هذه المتغيرات بصماتها على المحطة الثالثة المقررة يوم الأحد المقبل في 18 الجاري في بيروت والبقاع وبعلبك-الهرمل.
وقد فازت 85 بلدية بالتزكية من أصل 285 بلدية، حيث تنافست العائلات والتحالفات، وسط ضغوطات لتسجيل الحضور أو كسب المقاعد. وطغت عمليات التشطيب على المشهد في طرابلس، حيث خاضت الانتخابات 6 لوائح (ثلاث مكتملة، وثلاث غير مكتملة)، وسط انكفاء عن التصويت.
أما نسبة الاقتراع فقد بلغت في الشمال 33% و44% في عكار، بينما كانت قد بلغت 45.16% في الجولة السابقة، في جبل لبنان.
وذكرت مصادر 'الديار' أنّ ضعف الإقبال يعود لعدة عوامل، منها استنكار قسم من الناخبين المسيحيين لـ'التحالفات الهجينة' التي شهدتها بعض البلدات، بالإضافة إلى الاستياء السني من غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشهد السياسي، فضلاً عن الخلافات العائلية التي دفعت الكثيرين إلى الامتناع عن التصويت.
من جهته، أقرّ وزير الداخلية أحمد الحجار بأنّ هناك نسبة مرتفعة من الإشكالات الأمنية في الانتخابات في الشمال وعكار، لكنه أكد أنها تمت معالجتها من قبل القوى الأمنية أو الجيش.
وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون سير الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، من خلال زيارة غرفة العمليات لقوى الأمن الداخلي حيث قال إنّ 'الانتخابات البلدية والاختيارية ليست سياسية، إنما إنمائية، ونتطلع إلى أن يعطي هذا الأمر انعكاساً إيجابياً للانتخابات النيابية' مؤكداً أنّ 'الاستحقاقات الدستورية سوف تنفذ بوقتها'.
وناشد عون المواطنين 'ألا يصوتوا للشخص، إنما للمشروع الذي يبقى الأساس في إنماء القرى والمدن'، مشدداً على 'عدم السماح للعامل المالي بأن يندس فيما بينكم، لأنّ من يشتريك الآن فسيبيعك لمدة 6 سنوات'.
من جهته، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أنه تابع 'سير العملية الانتخابية في الشمال عن كثب مع وزير الداخلية'، مثمناً سرعة تدخل الأجهزة الأمنية لضبط المخالفات ومحاولات الرشوة'.
وفي حديث لـ'الأنباء الكويتية'، قال الحجار إنّ 'إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية كان امتحانًا لنا. وأثبتت الدولة أنها حاضرة وتمارس سيادتها وتحترم الاستحقاقات'. وأعرب عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية في المناطق اللبنانية، مؤكدًا حياد الدولة والعمل على ضبط الأمن وقمع أي مخالفة للقانون، مشيرًا إلى أنّ لبنان ينفذ أجندة الدولة اللبنانية وليس أجندة أحد.
وعن انتخابات الشمال وعكار، أضاف الوزير الحجار أنّ الانطلاقة كانت جيدة 'ومارس الناس حقهم الديموقراطي بكل حرية. والدولة حازمة في احترام الاستحقاقات بمواعيدها، كما أكدنا على حيادها التام وضبط الأمن من خلال منع أي عمليات مخلة بالأمن وأي مخالفات للقوانين، ومن ضمنها الرشوة والمال الانتخابي'.
وفي موضوع الانتخابات البلدية في الجنوب، قال وزير الداخلية: 'قمنا منذ اليوم الأول للانتخابات بالتحضيرات اللازمة، وكانت هناك عناية خاصة بالجنوب نظرًا للوضع الخاص في ظل التهديدات الإسرائيلية. هذه التحضيرات مستمرة، وأمس، وفي خضم التحضير لانتخابات الشمال، عقدت اجتماعات مع المعنيين في الجنوب من محافظين وقائمقامين وقوى أمنية وكل المعنيين بالوزارة لمتابعة كل هذه التحضيرات بدقة. ونأمل أن تثمر هذه التحضيرات. وستكون لي متابعة دقيقة لها في الجنوب'.
وعن الانتخابات في القرى المدمرة والتي تواجه تهديدًا أمنيًا عاليًا، قال: 'ستكون لها ترتيبات خاصة من خلال إجراء عمليات الاقتراع في أماكن تشمل تجهيزات أكثر. الحكومة اللبنانية أجرت الاتصالات الدبلوماسية اللازمة مع الدول الأعضاء، خصوصًا الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار. ولا ننتظر أي ضمانات من الجيش الإسرائيلي. قمنا بما هو لازم بالاتصالات الدبلوماسية، ونعول على قواتنا الأمنية وجيشنا اللبناني والشعب اللبناني لنجاح العملية الانتخابية في الجنوب. سنحرص على إيجاد أماكن آمنة لإجراء عملية الاقتراع. وعندما تنتهي التحضيرات، سنعلن عن الخريطة الانتخابية ضمن منطقة الجنوب'.