اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، خلال إطلاق تحضيرات الماكينة الإنتخابيّة في خلوة عقدتها الأمانة العامة للحزب في المقر العام في معراب، أن 'المسار العام للأحداث في لبنان يحدّده المجلس النيابي، وصوتك أنت هو الذي يصنع الفرق. الصوت الذي تضعه في صندوق الاقتراع يوجّه الأمور، إمّا في الاتجاه الصحيح أو في الاتجاه الخاطئ'.
ولفت إلى أن 'كثيرين لا يصوّتون خطأ، فهم يعرفون الصواب من الخطأ على المستوى العام، لكنّ المشكلة أنّ هناك أصواتًا تضيع في غير محلّها، إذ يصوّت البعض بطريقة غير فعالة أو مجدية على الصعيد العام، فتُهدر أصواتهم، بينما لو وُضعت في المكان الصحيح لأمكنَها أن تكون فعالة'.
وشدد جعجع على أن 'النيّات وحدها لا تكفي'. وقال: 'ليس بقدر ما يتكلّم الإنسان أو يصرّح يربح قضيته، بل بقدر ما يعمل فعلًا لتحقيقها. النيّة ضرورية، نعم، ولكن إلى جانبها يجب أن تكون هناك متابعة دقيقة وعمل يومي، بتفاصيل مملّة أحيانًا، لكنّها هي التي تُكسِب المعركة'.
وطلب من القواتيين أن يستنفروا طاقاتهم كلها على مختلف المستويات تحضيرا للإنتخابات النيابيّة المقبلة.
ولفت جعجع إلى أن 'موضوع الانتخابات النيابية أساسي، لأن الكثير من الناس لا يعرفون بعدُ مدى أهمّية الانتخابات. لماذا أقول ذلك؟ لأنّهم لا يربطون بين الانتخابات النيابية والصوت الذي يسقطونه في الصندوق، وبين ما سيحصل في البلاد. أكثريّة الناس - وأنتم تعيشون بينهم وتعرفونهم أكثر منّي - ما زالوا يظنّون أنّ الأحداث العامة والاتجاه العام للأحداث في البلد تحددها الدول الكبرى. وهذا أمر غير صحيح إطلاقًا. في لبنان، أكثرية اللبنانيين هي التي تقرّر مصير البلاد، من خلال مجلس النواب. فالحكومات التي ستتشكل مرتبطة بشكل وثيق بما يُقرَّر في المجلس النيابي، فهو الذي يحدد مسار الأمور'. وشدد على وجوب 'إدخال هذه الفكرة إلى عقول الناس لأننا بذلك نكون قد ربحنا سبعين بالمئة من معركتنا'.
وتابع متوجها إلى الحضور: 'تعرفون أنّ سياستنا العامة فوق أي شبهات، ومواقفنا واضح. ما يبقى هو أن نقوم نحن، جميعًا، بعملنا كلٌّ من موقعه. فنحن على صعيد القيادة الحزبيّة من مهمّاتنا أن نُعدّ الأجواء العامة السياسيّة، ولكن مسؤولية التنفيذ في التفاصيل الميدانية للمعركة الإنتخابيّة تقع عليكم أنتم. كلّ واحد منكم مُكلَّف بمهمّة دقيقة، وعليه أن يتابعها بدقّة. ليس عيبًا إن لم يستطع أحدكم أن يُنجز كل ما طُلب منه، بل العيب أن يخفي عجزه ولا يطلب المساعدة'.
وشدد جعجع على أن 'المطلوب أن نستنفر طاقاتنا كلها على مختلف المستويات تحضيراً للإنتخابات النيابيّة المقبلة. وأنا سعيد بهذا اللقاء، ولكن سأكون أكثر سعادةً عندما يكون كل واحد منكم قد أدّى المطلوب منه على أكمل وجه. من يعجز عن مهمةٍ ما، فليُصارح ويطلب المساعدة، لأنّ العمل جماعي، وكل فرد يتحمّل مسؤوليته ضمن المهمات الموكلة إليه'.
وشدد على أنه 'واثق، أننا كما اجتزنا المراحل الماضية الأصعب بكثير من المرحلة الحاليّة وخرجنا منها، سنخوض هذه الانتخابات ونخرج منها أقوى، وسنمتلك كتلة نيابية وازنة ومؤثرة أكثر بكثير، قادرة على أن تضع مسار البلد في الطريق الصحيح'.
وختم: 'اعلموا تمامًا أنّ كل دقيقة تبذلونها ليست ربحًا للقضية والمستقبل فحسب، بل ربحًا شخصيًا لكم أيضًا. فكلّما أصبح البلد أكثر انتظامًا، تضاعفت مردودية أعمالكم وأرزاقكم. إذًا، بالمعاني كلها، ولمصلحة التاريخ، ولمصلحة الوطن والمستقبل، ولمصلحة كل واحد منكم مباشرةً، يجب أن نضع ثقلنا كله لإنجاز هذا الاستحقاق'.
وأكد جعجع أن 'هذا الاستحقاق أكبر بكثير من أن يُختصر بعملية إحصاء مقاعد أو أرقام. إنّه استحقاق لمصلحة البلاد، لأنّ المجلس النيابي الذي سينبثق عنه هو الذي يقرّر شكل السلطة المقبلة، ومسار الدولة في السنوات الآتية، وطبيعة الإصلاحات الممكنة، ومدى قدرة لبنان على الخروج من أزماته. لذلك لا يجوز التعامل معه كاستحقاق صغير أو محدود، بل يجب النظر إليه كمعركة وجودية من أجل تثبيت الدولة، واستعادة ثقة الناس بها، وضمان مستقبل الأجيال المقبلة'.